اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٣ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت العاصمة الخرطوم وولاية نهر النيل ارتفاعًا مفاجئًا في أسعار الخبز، حيث قفزت قطعة الخبز من 150 جنيهًا إلى 200 جنيه، ليصبح سعر خمس قطع ألف جنيه بدلًا من ست كما كان سابقًا، الأمر الذي أثار استياءً واسعًا بين المواطنين.
وامتدت موجة الغلاء لتشمل ولايات أخرى تستعد بدورها لفرض زيادات مماثلة، في ظل تبريرات من قطاع المطاحن والمخابز بأن الأمر يعود لارتفاع تكاليف الدقيق والشحن والوقود والنقل والتشغيل.
صدمة في الشارع السوداني
المواطنون عبّروا عن غضبهم مما وصفوه بـ'الزيادة الصادمة'، خصوصًا بعد وعود حكومية متكررة بتثبيت الأسعار. وأكد سكان في العاصمة أن هذه الزيادة تأتي في وقت يعانون فيه أصلًا من انقطاع الكهرباء وتراجع الخدمات، ما جعل تكلفة التشغيل بالمخابز تتضاعف.
شهادات من قلب الأسواق
في سوق الكلاكلة اللفة جنوبي الخرطوم، قالت سيدة إن أسرتها المكونة من أربعة أشخاص تضطر يوميًا إلى شراء الخبز بما لا يقل عن خمسة آلاف جنيه، موضحة أن الأسعار لم تتوقف عند الخبز فقط بل طالت أيضًا السلع الغذائية الأخرى مثل الزيت، حيث ارتفع رطل زيت الطعام إلى خمسة آلاف جنيه.
زيادات متزامنة في نهر النيل
بالتوازي، شهدت ولاية نهر النيل زيادات مماثلة، حيث تباع خمس قطع من الخبز الجيد نسبيًا بألف جنيه بدلًا من ست، فيما يباع 'البلدي صغير الحجم' بست قطع مقابل نفس السعر بدلًا من سبع. هذه التطورات جعلت الأسر تواجه صعوبة متزايدة في تلبية احتياجاتها الأساسية.
خلفيات اقتصادية قاتمة
يربط اقتصاديون موجة الغلاء الأخيرة بتدهور الجنيه السوداني في السوق الموازي، إذ تجاوز سعر الدولار 3,400 جنيه. ويشير خبراء إلى أن خسائر العملة الوطنية تعكس آثار الحرب والإنفاق العسكري الذي يبتلع الجزء الأكبر من الميزانية.
تصريحات اقتصادية تنذر بالتصعيد
الباحث الاقتصادي محمد إبراهيم أكد أن الأسواق شهدت موجة جديدة من ارتفاع الأسعار خلال أغسطس 2025، مرجحًا استمرار انهيار العملة طالما ظل الإنفاق العسكري أولوية للحكومة. وأضاف أن أي قرارات حكومية حول الذهب أو الصادرات والاستيراد لن تُحدث فرقًا ما لم تتوقف الحرب ويتم خفض الإنفاق العسكري.
توقعات باحتجاجات قادمة
توقع خبراء أن تؤدي هذه الزيادات إلى عودة الاحتجاجات الشعبية إلى الشوارع، خاصة في ظل تفاقم أزمة المعيشة وفقدان المواطنين لمدخراتهم وأعمالهم نتيجة توقف القطاعات الإنتاجية بسبب الحرب.
حكومة في مواجهة اختبار صعب
قرارات رئيس الوزراء كامل إدريس، الذي يقود لجنة الطوارئ الاقتصادية، لم تجد صدى واسعًا لدى الاقتصاديين الذين قللوا من جدواها، معتبرين أن الأزمة أعمق بكثير وتتعلق بالاستقرار الأمني والسياسي أولًا.
المواطن بين فكي الجوع والحرب
أمام هذه المعطيات، يجد المواطن السوداني نفسه بين فكي كماشة: الحرب التي تستنزف مقدرات البلاد، والغلاء الذي يلتهم ما تبقى من دخله. ورغم محاولات الصمود اليومية، تزداد المخاوف من أن القادم قد يكون أشد قسوة إذا لم يُكبح جماح الانفاق العسكري.
انهيار القدرة الشرائية
تزايدت التحذيرات من دخول البلاد مرحلة خطيرة من التضخم الجامح، إذ لم يعد المواطن قادرًا على شراء احتياجاته الأساسية، بينما تواصل الأسعار ارتفاعها بلا سقف، ما يهدد بانفجار اجتماعي في أي لحظة.