اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت الأوساط الطبية تطورًا كبيرًا بعد إعلان باحثين عن ابتكار تقنية جديدة من شأنها تقليص الوقت الطويل الذي يقضيه المرضى في جلسات الحقن الوريدي، خاصة بالنسبة لأدوية السرطان وأمراض المناعة الذاتية. هذه التقنية تعتمد على أسلوب مبتكر يتيح إعطاء الأدوية بتركيزات عالية عبر الحقن السريع باستخدام المحاقن التقليدية أو أجهزة الحقن الذاتي
نهاية الحقن الوريدي الطويل
عادةً ما تتطلب أدوية الأجسام المضادة المستخدمة في علاج السرطان والمناعة الذاتية حقنًا وريدية بطيئة تستغرق ساعات، بسبب حاجتها إلى كميات كبيرة من السوائل. ويرجع ذلك إلى أن البروتينات المكوّنة لهذه الأدوية لا تظل مستقرة إلا في تركيزات منخفضة، وهو ما يفرض على المرضى جلسات علاج طويلة ومرهقة
التقنية الجديدة و'التغليف الواقي'
الباحثون أوضحوا في دورية 'علوم الطب الانتقالي' أنهم نجحوا في تطوير طبقة مبتكرة لتغليف البروتينات، سُميت مادة (موني)، تعمل على منع البروتينات من الالتصاق أو الذوبان بشكل غير مرغوب فيه عند وضعها في سوائل عالية التركيز. وبهذه الطريقة، يمكن تخزين البروتينات بكثافة أكبر مع الحفاظ على فعاليتها واستقرارها، لتصبح قابلة للحقن السريع
تشبيه 'الشوكولاتة المغلفة'
قائد الدراسة، إريك أبيل من جامعة ستانفورد، شبّه التقنية الجديدة بمفهوم 'الشوكولاتة المغلّفة بالحلوى'، موضحًا أن البروتين يمثل الجزء الداخلي، بينما تشكل الطبقة الزجاجية الصلبة من البوليمر الغلاف الخارجي، الذي يحافظ على استقرار البروتينات حتى في أعلى التركيزات
نتائج واعدة في التجارب
خلال التجارب، استخدم الباحثون ثلاثة أنواع من البروتينات: الألبومين، والجلوبولين المناعي البشري، وجسم مضاد وحيد النسيلة لعلاج فيروس كوفيد-19. ونجحت التقنية في حقن محاليل بتركيز يفوق الضعف مقارنة بالحقن التقليدي، وهو ما يفتح الباب أمام إمكانية تعميم الطريقة على مجموعة واسعة من الأدوية البيولوجية
نقلة في تجربة المريض
أبيل أكد أن هذه الطريقة يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في تجربة المريض، حيث تنقل العلاج من جلسات مرهقة تستغرق ساعات في المستشفيات إلى عملية بسيطة وسريعة لا تتجاوز ثوانٍ باستخدام أجهزة الحقن الذاتي في المنازل، الأمر الذي سيمنح المرضى حرية وراحة أكبر في متابعة علاجهم
أمل جديد لمرضى السرطان
هذه التقنية لا تمثل فقط تقدّمًا علميًا، بل تحمل في طياتها أملًا جديدًا لملايين المرضى حول العالم ممن يعانون من مشاق جلسات العلاج الطويلة. إذ أنها لا تختصر الوقت فحسب، بل تفتح المجال لتوسيع نطاق العلاجات البيولوجية وإيصالها بطرق أسهل وأقل تكلفة.