اخبار السعودية
موقع كل يوم -وطن يغرد خارج السرب
نشر بتاريخ: ٢٩ أيار ٢٠٢٥
????لم يكتفِ ابن سلمان بالتطـ.ـبيع الهادئ واللقاءات السرية، فهل دفع بجنوده ليكونوا عيونًا للاحتلال؟ في مهمة أمريكية على أرضٍ فلسطـ.ـينية تحت نار الإبا*د.ة الجماعية!
وطن – في واقعة فجّرت موجة غضب شعبي وعربي، وثّقت عدسات الإعلام ظهور جندي سعودي بلباس عسكري، يتحدث بلهجة خليجية، ضمن قوة تأمين أمريكية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
الحدث الذي كشفت عنه صحيفة 'معاريف' العبرية، أكد أن الجندي السعودي كان من بين العناصر المشاركة في تأمين مركز توزيع المساعدات الغذائية، التابع لإشراف أمريكي – إسرائيلي مباشر، بينما كانت المجازر على بُعد أمتار فقط تحصد أرواح النساء والأطفال.
ظهور هذا الجندي لم يكن تفصيلًا عابرًا، بل مثّل صفعة مدوية للضمير العربي، وتحوّلًا غير مسبوق في دور المملكة السعودية في ملف فلسطين. عوضًا عن إرسال جنود يقاتلون إلى جانب المقاومة، باتت الرياض تُرسل عناصرها لحراسة صناديق الإغاثة في خنادق الاحتلال.
المشهد اختزل معاني التطبيع الصامت، ودور ابن سلمان في هندسة اصطفافات جديدة بالمنطقة تخدم واشنطن وتل أبيب. حضور الجندي السعودي في غزة تحت مظلة أمريكية يفتح باب التساؤلات حول طبيعة الدور الحقيقي الذي تلعبه الرياض، ومقدار التورط في تمرير المشروع الإسرائيلي الهادف إلى 'حكم غزة بوجوه عربية' بعد الحرب.
وسائل الإعلام السعودية لم تأتِ على ذكر هذه الفضيحة، بل استمرت في حملات التشويه ضد حماس، ووصم 'طوفان الأقصى' بالإرهاب، في تناسٍ تام لمشهد الإبادة الجماعية الذي يعيشه القطاع منذ أشهر. القنوات التي تهاجم المقاومة ليلًا ونهارًا تجاهلت الجندي الذي مثّل وجوده اعترافًا غير مباشر بمهام أمنية تخدم المحتل.
ظهور الجندي السعودي تحت إدارة أمريكية لا يمكن فصله عن مسار التطبيع الجديد، ولا عن صفقات السلاح والنفوذ، لكنه في الوقت ذاته كشف إلى أي مدى انحرفت بعض الأنظمة العربية عن الحد الأدنى من الكرامة تجاه غزة.
الجندي الخليجي لم يحمل سلاحه دفاعًا عن الفلسطينيين، بل وقف في نقطة محايدة لا تشبه الحياد، بل تشبه الخيانة الصامتة.