اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
أكدت المملكة العربية السعودية، ممثلةً في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي 'سدايا'، التزامها الراسخ بتبنّي أحدث حلول الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في دعم القطاعات الحيوية، في إطار سعيها لتحقيق أهداف رؤية 2030. وشددت الهيئة على حرصها على الالتزام بأفضل الممارسات العالمية في إدارة تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع مراعاة الجوانب الأخلاقية والاستخدام المسؤول، بهدف تعزيز جهود التحول الرقمي بشكل متكامل.
ويأتي هذا التوجه الوطني في وقت يشهد فيه العالم تسارعًا كبيرًا في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتزايد الحاجة لوضع أطر تنظيمية تحكم استخداماتها المتنامية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، وهو ما بادرت إليه المملكة بإرساء منظومة متكاملة لضمان الاستخدام الآمن والعادل لهذه التقنيات.
وتحظى هذه الجهود بدعم مباشر ومستمر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة 'سدايا'، حيث تم العمل على تعزيز الوعي بالسياسات والأنظمة والتشريعات المنظمة للبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة، انطلاقًا من دور الهيئة كمصدر وطني موثوق لتنظيم هذا القطاع الحيوي.
وفي هذا السياق، أطلقت 'سدايا' في عام 2024 'وثيقة إطار تبنّي الذكاء الاصطناعي'، لتكون دليلًا وطنيًا يرشد مختلف القطاعات إلى كيفية اعتماد هذه التقنيات بشكل مسؤول وفعّال، وفق خطوات مدروسة وأفضل المعايير العالمية.
وتُوجت هذه المبادرات بحصول 'سدايا' على شهادة الاعتماد الدولي ISO 42001:2023 من منظمة الآيزو، كأول جهة على مستوى العالم تنال هذا التميز في أنظمة إدارة الذكاء الاصطناعي، ما يعكس مكانة المملكة الريادية ويؤكد التزامها بالجودة والتميز المؤسسي في هذا المجال.
كما أقرّت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بشراكتها الإقليمية مع المملكة، في خطوة تعكس ثقة المجتمع الدولي بجهود السعودية في مجال حوكمة الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد انضمام 'سدايا' مؤخرًا إلى التوصية الدولية للذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى تعزيز الابتكار وبناء الثقة عبر تطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة.
وعلى الصعيد المحلي، أعلنت 'سدايا' عن إطلاق أداة التقييم الذاتي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي عبر منصة حوكمة البيانات الوطنية، لتُمكّن الجهات الحكومية والخاصة، إلى جانب المطورين، من قياس مدى التزامهم بالمعايير الأخلاقية في تصميم وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز الشفافية والموثوقية.
وتهدف الأداة إلى إحداث أثر اجتماعي وبيئي إيجابي، من خلال ضمان سلامة البيانات، وحماية الخصوصية، وتوفير أنظمة موثوقة وقابلة للتفسير، تُسهم في تطوير نماذج تخدم المجتمع وتحقق التنمية المستدامة.
وفي الإطار ذاته، أصدرت 'سدايا' تقريرًا متخصصًا بعنوان 'التحيز في أنظمة الذكاء الاصطناعي'، يتناول أبرز التحديات التي تواجه مطوري هذه الأنظمة في ظل توسع استخداماتها عالميًا، خاصة في القطاعات الحساسة، مشيرًا إلى أهمية مواجهة مخاطر التحيز الذي قد يتسرّب إلى الخوارزميات وقراراتها، ما يجعل من الحوكمة الأخلاقية أمرًا لا غنى عنه في مستقبل الذكاء الاصطناعي.