اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ١٦ حزيران ٢٠٢٥
نفت أنها طلبت إشراك واشنطن في وساطة لإنهاء الحرب
في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، التي استهدفت قلب القيادة العسكرية الإيرانية ومواقعها النووية الحساسة، أفاد مسؤول إيراني رفيع لـ'رويترز'، بأن طهران ترفض أي مفاوضات لوقف إطلاق النار مع إسرائيل خلال استمرار الهجوم عليها، وهذا الموقف الحاسم، الذي نقلته إيران عبر الوسيطين قطر وعُمان، يشير إلى مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة بين العدوين اللدودين، ويثير مخاوف جدية من اتساع نطاق الصراع ليشمل المنطقة بأسرها، وهذا التصعيد الذي بدأت شرارته بهجوم إسرائيلي واسع النطاق على إيران الجمعة، يعكس عزم إسرائيل على تصعيد حملتها، فيما توعدت إيران بـ'فتح أبواب الجحيم' رداً على هذه الضربات، ما يضع المنطقة على شفا صراع قد تكون عواقبه كارثية.استمرار التصعيد
وأبلغت إيران الوسطاء القطريين والعُمانيين موقفها الصارم من عدم الدخول في أي مفاوضات لوقف إطلاق النار، وذلك في الوقت الذي تتعرض فيه لضربات إسرائيلية متواصلة، وقد أكد مسؤول مطلع على هذه الاتصالات شريطة عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية الوضع، أن 'الإيرانيين أبلغوا الوسطاء القطريين والعُمانيين بأنهم لن يسعوا إلى مفاوضات جدية إلا بعد أن تكمل إيران ردها على الضربات الإسرائيلية'، وأوضح المسؤول ذاته أن طهران 'أكدت بوضوح أنها لن تتفاوض وهي تحت الهجوم'، مما يعكس تصميماً إيرانياً على الرد على الاعتداءات الإسرائيلية قبل أي حديث عن تهدئة أو وساطة.
وأعقب الموقف الإيراني ساعات من شن إسرائيل هجوماً مفاجئاً صباح الجمعة، ذكرت أنه 'أدى إلى القضاء على كبار قادة الجيش الإيراني وإلحاق أضرار بالغة بمواقع نووية حيوية'، وقد أعلنت إسرائيل أن حملتها ستستمر في التصعيد خلال الأيام المقبلة، وهذا التصعيد قد يقود إلى مواجهة شاملة غير مسبوقة بين الخصمين التاريخيين، والتطورات تضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ كبير في محاولة احتواء الصراع ومنع انزلاقه إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.دور الوسطاء
وتتوالى التقارير حول محاولات الوساطة في هذا الصراع المتصاعد، ففي حين ذكرت بعض وسائل الإعلام أن إيران ناشدت عُمان وقطر لإشراك الولايات المتحدة في وساطة لوقف إطلاق النار واستئناف المحادثات النووية، نفى المسؤول الإيراني هذه التقارير بشكل قاطع، مؤكداً أنها غير دقيقة، وهذا النفي يلقي بظلال من الشك على أي جهود وساطة في الوقت الراهن، ويشير إلى أن طهران ليست مستعدة للتراجع عن موقفها قبل الرد على عدوان إسرائيل السافر.
وتتمتع كل من عُمان وقطر بعلاقات جيدة مع كل من إيران والولايات المتحدة، كما أجرتا اتصالات مباشرة مع إسرائيل، مما يمنحهما دوراً محتملاً كوسطاء فعالين في أي جهود مستقبلية لاحتواء الأزمة، ومع استمرار التصعيد، يبقى السؤال مطروحاً: هل تتمكن الجهود الدبلوماسية من لجم جماح الصراع المتفاقم قبل أن يخرج عن السيطرة؟