اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٧ أب ٢٠٢٥
مكة المكرمة - 'الرياض'
تظاهرة وطنية رائعة تحتضنها جامعة أم القرى تتمثل في مؤتمر 'مسؤوليَّة الجامعات في تعزيز القيم والوعي الفكري'والذي استمر لمدة ثلاثة أيام ويقول الدكتور فهد محمد القرشي أستاذ قسم اللغة الإنجليزية بكلية العلوم الاجتماعية في الجامعة أن المؤتمر يجسّد الدور الفاعل للجامعات السعودية في ترسيخ القيم الأصيلة وتعزيز الوعي الفكري لدى منسوبيها، ويأتي ضمن مبادراتها لبناء بيئة جامعية آمنة فكريًا، وتمكين كوادرها من المساهمة في حماية الفكر الوطني وتعزيز مناعة المجتمع تجاه الأفكار المنحرفة، إضافة إلى ترسيخ القيم الأصيلة وتعزيز الوعي الفكري لدى طلابها وأساتذتها وجميع منسوبيها، إذ تمثل الجامعات منارات علم ومعرفة تسهم في بناء الشخصية المتوازنة وصقل العقول بالوعي والمسؤولية.
وأضاف القرشي : ولا شك أن إقامة هذا المؤتمر تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيّده الله – وافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز آل سعود، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، لفعالياته، قد أضفى على هذه المناسبة بُعدًا استثنائيًا وزخمًا كبيرًا، يؤكد ما تحظى به مثل هذه المبادرات من دعم القيادة الرشيدة واهتمامها المتواصل ببناء الإنسان الواعي وصيانة القيم الوطنية، وأكد القرشي أن هذا الحضور والرعاية يمثلان رسالة واضحة على أن قضية الفكر وحماية المجتمع من الأفكار المنحرفة تأتي في صدارة أولويات الدولة، وتجسد عناية القيادة بمؤسسات التعليم العالي بوصفها شريكًا رئيسًا في صناعة الوعي، وصون الهوية، وتحصين المجتمع من كل ما يهدد أمنه الفكري ووحدته الوطنية.
وأشار الدكتور القرشي إلى أن ناقش خلال جلساته العلمية وورش العمل ، الجهود ومسؤولية وتجارب الجامعات السعودية في تعزيز القيم الإنسانية وصيانة الوعي الفكري ومواجهة التحديات واستشراف المستقبل في ضوء رؤية السعودية 2030.
وقال القرشي ' ولعل من أبرز المشاركات كلمة معالي الشيخ ناصر الشثري المستشارفي الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء' وتابع: حيث قدّم تفصيلاً لموقف الإسلام من الغلو والتطرف وكيف أنها مرفوضة رفضاً مطلقاً وأن الإسلام يرسخ مبدأ الوسطية والاعتدال، ويجعلها من جوهره ومقاصده، ويضع أسسًا راسخة لمبدأ الوسطية والاعتدال، بوصفهما الطريق الأقوم والمنهج الأصيل الذي يحفظ للإنسان توازنه ويحقق للمجتمعات استقرارها وأمنها. فقد جاء الدين الحنيف داعيًا إلى الرحمة والتسامح، محذرًا من التشدد والعنف والتكفير، ورافضًا لكل ما من شأنه أن يمزق وحدة الأمة أو يهدد سلمها. وقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هذا النهج، حيث دعيا إلى إعمال العقل والتفكر في آيات الكون، وإلى إقامة التعامل بين الناس على أسس العدل والبر والرحمة.
ويؤكد الدكتور القرشي أن هناك دور جوهري تنهض به الجامعات السعودية في ترسيخ القيم وتعزيز الوعي الفكري داخل أروقة المجتمع الجامعي، ويقول : إذ لم تعد هذه الجامعات مجرد مؤسسات للتعليم والتلقين، بل غدت فضاءاتٍ حاضنة للفكر المسؤول، ومصادر إشعاع معرفي يسهم في توجيه العقول نحو الاعتدال والاتزان. ويأتي هذا المؤتمر امتدادًا لمسار وطني يسعى إلى بناء بيئة جامعية آمنة فكريًا، تُحصّن أبناءها من الانحراف، وتُعزز لديهم ملكة التمييز بين الرأي والفكرة، وبين الاجتهاد المشروع والفكر المنحرف.
ويختم القرشي : خلال ما تقدمه هذه المؤتمرات من حوارٍ علمي رصين وتلاقٍ فكري واعٍ، تُمكِّن الجامعات منسوبيها من أداء رسالتهم الكبرى في حماية الفكر، وصون المجتمع من عوامل التشرذم والتطرف، وتجعل منهم شركاء فاعلين في صناعة المناعة الثقافية والفكرية التي تُعدّ درعًا واقيًا للأمة في مواجهة رياح الغلو والانغلاق. وهكذا يتحول المؤتمر من حدثٍ أكاديمي إلى موقف حضاري، يرسّخ حضور الجامعات كحارسة للقيم، وكسندٍ للمجتمع في سعيه إلى الثبات على جادة الوسطية والاعتدال