اخبار السعودية
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤
طه العاني - الخليج أونلاين
ما أهمية مذكرة التفاهم العسكرية بين الرياض وبغداد؟
بناء شراكات أمنية مستقرة وقوية في منطقة مضطربة.
متى استؤنفت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؟
عام 2015.
يشهد التعاون العسكري بين السعودية والعراق تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، ما يمثل مرحلة مهمة في العلاقات بين البلدين.
وبالنظر إلى تعقيدات الوضع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، تعد تقوية العلاقات والتفاهمات العسكرية بين البلدين ذات أهمية كبرى، وجزءاً من رؤية أوسع تستهدف بناء شراكات أمنية مستقرة وقوية في منطقة تعاني من اضطرابات متكررة.
وفي 4 نوفمبر الجاري، وقع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان آل سعود ونظيره العراقي ثابت العباسي مذكرة تفاهم للتعاون العسكري المشترك.
جاء ذلك على هامش زيارة العباسي للرياض، حيث بحث مع خالد بن سلمان، سبل تعزيز العلاقات الدفاعية وآليات تطويرها، إضافة إلى استعراض آخر التطورات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه، صرّح الأمير خالد بن سلمان، على حسابه بمنصة 'إكس'، بأنه ناقش مع وزير الدفاع العراقي أوجه التعاون الثنائي بين السعودية والعراق، وسبل تعزيز وتطوير العلاقات الدفاعية بين البلدين.
كما تناولت المحادثات آخر التطورات في المنطقة، وبحث الجانبان الجهود المبذولة للحد من التصعيد الإقليمي وتأثيراته؛ سعياً للحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
توقيت مهم
ويأتي توقيع الاتفاقية في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في التوترات العسكرية، من جراء الأزمة المستمرة في غزة ولبنان.
كما تتطلع السعودية والعراق إلى لعب دور في تخفيف حدة الصراعات القائمة، بالاعتماد على تأثير علاقاتهما مع الأطراف المعنية بالأحداث الجارية.
ويقول الخبير الاستراتيجي صفاء الأعسم: إن 'العراق اليوم منفتح على دول العالم كافة، لا سيما الدول الخليجية، إذ استطاع أن يحقق نجاحات كبيرة في إعادة العلاقات بين السعودية وإيران'.
ويضيف الأعسم لـ'الخليج أونلاين' أن 'العراق يسعى إلى أن تكون لديه علاقات جيدة مع دول الجوار، فضلاً عن انفتاحه الكبير على مستوى الشرق الأوسط أو العالم، حيث تهدف بغداد إلى أن تكون البلاد بعيدة عن الصراعات، وتتجنب أن تكون ساحة لتصفية حسابات بين دولة وأخرى'.
كما يبيّن أن 'العراق يأمل أن يكون لديه دور أكبر في منطقة الشرق الأوسط لغرض الوصول إلى بر الأمان، إذ يحاول أن ينأى بنفسه عن أي حرب أو عداءات، كما عملت الحكومة بشكل جدي على تصفية الخلافات مع دول المنطقة'.
ويشير أيضاً إلى دلالات توقيت المذكرة بين بغداد والرياض، في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة، حيث تعيش وضعاً مربكاً جداً، واصفاً ذلك بالقول: 'هناك كرة من النار تتدحرج داخل منطقة الشرق الأوسط، كل من يمس هذه الكرة أو يقترب منها يحترق'.
كما يؤكد أن بغداد اليوم مُقبلة على انفتاح اقتصادي واجتماعي على المستويات كافة، لهذا تعمل بشكل جاد على الاحتفاظ بعلاقات قوية مع البلدان المجاورة كافة، لا سيما السعودية وتركيا وإيران.
ويلفت الأعسم إلى أن تقوية التعاون العسكري العراقي مع السعودية أو مع دول الخليج ودول الجوار، ستصب في أن يكون هناك استقرار أكبر، في ظل منطقة ملتهبة ومساعٍ 'إسرائيلية' لتوسيع دائرة الحرب وإشراك أكثر من دولة.
تطور لافت
وبعد انقطاعٍ دام نحو 25 عاماً منذ إغلاق السعودية سفارتها في بغداد بسبب غزو العراق للكويت عام 1990، عادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2015.
وتبع ذلك توقيع عديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الطرفين، إضافة إلى تبادل الزيارات الرسمية بين مسؤولي البلدين لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
كما شهدت العلاقات العسكرية بينهما تطوراً ملحوظاً مؤخراً، من خلال تعزيز التعاون الأمني وتبادل زيارات الوفود العسكرية رفيعة المستوى.
وشمل التعاون توقيع اتفاقيات أمنية وإقامة تدريبات مشتركة تهدف إلى تحسين القدرات الدفاعية لكلا البلدين.
عملياً، توسعت العلاقات على عدة أصعدة، خاصة في المجالين العسكري والأمني، بعد الزيارة التاريخية لوزير الخارجية السعودي آنذاك، عادل الجبير، لبغداد في فبراير 2017.
وفي مايو الماضي، جرت محادثات أمنية موسعة بين البلدين للمرة الأولى منذ عقد، بهدف تقوية التنسيق الأمني وتأمين الحدود المشتركة التي تمتد لأكثر من 800 كيلومتر.
كما جرى تأسيس مجلس تنسيقي مشترك بين العراق والسعودية في يوليو 2021، يتولى مناقشة القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.
وخلال هذه الاجتماعات، تطرقت النقاشات إلى التطورات الإقليمية وتحديات الأمن المشترك، إلى جانب استعراض الجهود الرامية إلى خفض التصعيد في المنطقة.
كما تستمر السعودية في دعم استقرار المنطقة، حيث استضافت الاجتماع الأول لـ'التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين'، في 30 أكتوبر الماضي، وذلك بحضور ممثلين من أكثر من 90 دولة.
وفي المقابل، يسعى العراق إلى تحقيق التهدئة في المنطقة، حيث بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في اتصال هاتفي في 22 أكتوبر الماضي، سبل إنهاء التصعيد المستمر في لبنان وغزة.