اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٩ أيار ٢٠٢٥
طلعت حافظ
عامًا بعد عام تَشهد الخدمات الحكومية وغير الحكومية المقدمة لضيوف الرحمن ثم لضيوف المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا تقدمًا مضطردًا سواء من حيث تعدديتها أو من حيث نوعيتها وحتى من حيث توظيف أحدث تقنيات تكنولوجيا العصر، كتقنيات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وغيرها من التقنيات العصرية الحديثة.
في هذا الشأن، أعلنت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة عن جاهزيتها لاستقبال موسم حج هذا العام 1446/2025 عبر مجموعة متنوعة من المشروعات ومن المبادرات النوعية التي تركزت في المنطقة المركزية والمشاعر المقدسة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ أعلنت الهيئة عن تحسين بيئة المشاة بالمنطقة المركزية عبر توسعة الأرصفة وتظليل المسارات، وتخصيص مساحات للصلاة تُسهم في تعزيز الانسيابية وتوزيع الحشود.
وفي جانب النقل باشر المركز العام للنقل -التابع للهيئة الملكية والمشرف على أعمال النقل خلال موسم الحج- تنفيذ خطته التشغيلية الخاصة بالحج، التي تشمل تشغيل منظومة 'حافلات مكة' وفق نمط يوائم متطلبات الموسم، وذلك خلال الفترة من 15 ذي القعدة وحتى 30 ذي الحجة، عبر تخصيص (400) حافلة موزعة على (12) مسارًا، تغطي (431) محطة توقف و(4) محطات مركزية.
استهدفت الخطة التشغيلية التي وضعتها الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة للنقل، تعزيز الكفاءة التشغيلية في المسارات ذات الكثافة العالية، من خلال التنسيق مع حافلات النقابة العامة للسيارات والجهات ذات العلاقة، عبر تخصيص مواقع عالية الاستيعابية لخدمة 'أجرة مكة' مع تنظيم عمليات التشغيل عبر عقود مع مزودي الخدمة، لضمان سلاسة التنقل وموثوقية الخدمة خلال الموسم.
وفي سياق رفع الطاقة الاستيعابية للحجاج، نُفذت وحدات خيام بطابقين لتطوير خدمات الإسكان، وأُنشئت عدة دورات مياه متعددة الطوابق، مما أسهم في توسعة إضافية لمخيمات الحجاج وتحسين توزيع المساحات داخل المشاعر.
وضمن المبادرات النوعية، سيتم الاستمرار في توفير خدمة 'السكوتر الكهربائي' للعام الثاني على التوالي عبر ثلاث مسارات مخصصة، دعمًا لخيارات التنقل الخفيف، وتيسيرًا لحركة الحجاج أثناء تأديتهم لأداء المناسك. وفي إطار تعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والارتقاء بمستوى الراحة والسلامة على امتداد مسارات الحج، شملت أعمال التطوير في مشعر مزدلفة تنفيذ مسار مخصص للمشاة على مساحة (170) ألف متر مربع بأرضيات مطاطية، وزراعة (10) آلاف شجرة وتظليل مسارات موزعة في مواقع إستراتيجية بهدف تقديم الإسعافات الأولية والمساعدات اللوجستية، هذا بالإضافة إلى تطوير (400) براد مياه حديث التشغيل لضمان توفر المياه على مدار الساعة.
تعكس هذه المشروعات والمبادرات حجم التنسيق والتكامل القائم بين الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والجهات الشريكة في منظومة الحج، حيث قد تمت معظم أعمال التطوير والتحسين بجهود متكاملة وعمليات تخطيط مشتركة، بما يحقق أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ والخدمة.
وتزامنًا مع هذه الاستعدادات الميدانية، أطلقت الهيئة حملتها الإعلامية لموسم حج 1446هـ، لتسليط الضوء على هذه المشروعات والمبادرات، وتقديم محتوى توثيقي يواكب مختلف مراحل الحج، ويعكس حجم الجهود المبذولة لتعزيز جودة الخدمات وتحسين تجربة ضيوف الرحمن.
وفيما يتعلق بالخدمات الصحية، فقد أعلنت وزارة الصحة خلال المؤتمر الصحفي السنوي المعتاد لموسم حج هذا العام 1446، عن جاهزية الخدمات الصحية، بطاقة سريرية تزيد بنحو 60 % هذا العام مقارنة بالعام الماضي، إضافة إلى تجهيز مستشفى بمشعر منى بسعة سريرية تزيد عن (200) سرير، إلى جانب توفير (71) مركزًا للطوارئ موزعة في مواقع استراتيجية على امتداد المسارات، بهدف تقديم الإسعافات الأولية.
كما وتم تجهيز 3 مستشفيات ميدانية بسعة تزيد عن 1200 سرير، وتوفير 11 طائرة إخلاء جوي لإسعاف الحالات الطارئة، وتخصيص 900 سيارة إسعاف مجهزة لخدمة الحجاج وبمشاركة 7500 مسعف.
يُذكر أن وزارة الصحة قدمت بتاريخ المؤتمر الصحفي أكثر من 50 ألف خدمة صحية للحجاج عبر 14 منفذًا بريًا وجويًا وبحريًا، إضافة إلى إجراء 140 عملية للحجاج لتمكينهم من تأدية مناسكم بيسر وسهولة.
وبمجال النقل والخدمات اللوجستية، فقد أكدت منظومة النقل والخدمات اللوجستية على جاهزيتها لاستقبال ضيوف الرحمن.
فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ فقد أكدت وزارة النقل والخدمات اللوجستية على جاهزية قطاع النقل والخدمات اللوجستية عن اكتمال خدماتها وتجهيزاتها لموسم حج هذا العام في مجالات النقل المختلفة، بما في ذلك الطرق والكباري، حيث أعلنت الوزارة عن تهيئتها لأكثر من (25) ألف حافلة، إلى جانب (9) آلاف سيارة أجرة، وأنجاز أعمال صيانة لأكثر من (7,400) كم من الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة، وفحص وصيانة (247) جسرًا لضمان أعلى درجات السلامة للحجاج.