اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة تقريرًا مقلقًا يشير إلى احتمالية كبيرة بتجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية للعتبة الحرجة البالغة 1.5 درجة مئوية خلال الفترة من 2025 إلى 2029، حيث تقدر هذه الاحتمالية بنسبة 70%.
هذا التقرير يسلط الضوء على اقتراب العالم من خرق الحد المناخي المنصوص عليه في اتفاقية باريس لعام 2015، التي تهدف إلى الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية أقل بكثير من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، مع السعي للحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية إذا أمكن.
وتعتمد هذه المعايير على مقارنة درجات الحرارة بالفترة من 1850 إلى 1900، وهي حقبة شهدت انبعاثات أقل لغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون نتيجة استخدام محدود للفحم والنفط والغاز.
ويشير التقرير إلى تسجيل أرقام قياسية في درجات الحرارة خلال العامين الماضيين، حيث كان عامي 2023 و2024 من بين أكثر الأعوام حرارة في التاريخ.
فقد تجاوز متوسط درجة الحرارة في عام 2024 مستوى ما قبل الصناعة بمقدار 1.45 درجة مئوية، وسط توقعات علمية تشير إلى احتمال بنسبة 80% أن يكون أحد الأعوام الخمسة المقبلة أكثر حرارة من عام 2024.
وبحسب أحدث بيانات المنظمة، من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة السنوية بين 1.2 و1.9 درجة مئوية خلال الأعوام من 2025 إلى 2029 مقارنة بمنتصف القرن التاسع عشر، مع احتمال ضئيل يبلغ 1% لتجاوز ارتفاع درجة الحرارة حاجز 2 درجة مئوية خلال نفس الفترة، وهو سيناريو كان يُعتبر بعيد الاحتمال قبل عقد من الزمن لكنه أصبح اليوم واقعًا يلوح في الأفق.
هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل تعكس واقعًا متصاعدًا من تداعيات التغير المناخي، حيث سجلت درجات الحرارة في مناطق مثل الصين والإمارات العربية المتحدة ارتفاعات شديدة تجاوزت 40 إلى 50 درجة مئوية، في حين عانت باكستان من جفاف ورياح شديدة، وشهدت أوروبا وكندا فيضانات وحرائق مدمرة.
كما يتسبب ارتفاع الحرارة في ذوبان الجليد الدائم وتقلص المساحات المغطاة بالجليد البحري، إلى جانب تفاقم ظواهر الجفاف وزيادة مخاطر الأمطار الغزيرة.
ويحذر علماء المناخ من استمرار زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مما يجعل تحقيق الهدف الطموح المحدد عند 1.5 درجة مئوية أقل احتمالًا مع مرور الوقت.
وتشير تقديرات برنامج كوبرنيكوس للاتحاد الأوروبي إلى أن الاحترار الحالي وصل إلى 1.39 درجة مئوية، ومن المرجح أن يتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية قبل نهاية عقد 2020.
ويظل القطب الشمالي أسرع المناطق احتراقًا بالحرارة مقارنة ببقية العالم، مع تقلص واضح في مساحة الجليد البحري في بحار بارنتس وبيرينغ وأوخوتسك.
وتتوقع الدراسات زيادة في معدلات هطول الأمطار في مناطق الساحل، ألاسكا، سيبيريا وشمال أوروبا، بينما من المتوقع أن يشهد حوض الأمازون ظروفًا أكثر جفافًا في المستقبل القريب.