اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة صدى الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
أن تكوني أماً هو من أجمل التجارب الإنسانية، بما تحمله من مشاعر غامرة ومسؤوليات عظيمة، ومع تغيّر نمط الحياة وازدياد وعي النساء بأهمية تحقيق الذات وبناء مسيرة مهنية مستقرة، أصبح الحمل بعد الثلاثين خياراً شائعاً لدى كثير من السيدات، لما يوفره من نضج واستقرار نفسي ومادي، لكن في المقابل، يحمل هذا القرار مجموعة من التحديات الصحية التي تستدعي وعياً واستعداداً مبكراً.
1. الإجهاض: احتمالية أعلى بعد الثلاثين
تشير الأبحاث إلى أن خطر الإجهاض يرتفع بما يزيد عن 15% لدى النساء فوق الثلاثين، ويرتبط ذلك غالباً بمشكلات صحية كامنة أو اضطرابات كروموسومية لدى الجنين. وفي حال تكرار الإجهاض، يُنصح بإجراء فحوصات دقيقة للتدخل الطبي المبكر.
2. اضطرابات الغدة الدرقية: شائعة مع التقدم في العمر
تتزايد احتمالات الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية لدى الحوامل بعد الثلاثين، سواء بالقصور أو فرط النشاط. ومع تطور وسائل التشخيص، يمكن اكتشاف هذه الاضطرابات وعلاجها مبكراً لضمان سلامة الأم والجنين.
3. سكري الحمل: خطر قابل للإدارة
ترتفع فرص الإصابة بسكري الحمل مع التقدم في العمر، خاصة لمن لديهن تاريخ عائلي أو انتماء عرقي معيّن ويتطلب الأمر نظاماً غذائياً صحياً، متابعة طبية دقيقة، ونمط حياة نشط للوقاية وتقليل المضاعفات.
4. ارتفاع ضغط الدم: الحذر ضروري
خطر ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يتزايد بعد الخامسة والثلاثين، لا سيما في حالات الحمل بالتلقيح الصناعي أو التوأم وقد يؤدي ذلك إلى ولادة مبكرة أو الحاجة إلى ولادة قيصرية، ما يستدعي متابعة طبية دقيقة.
5. السمنة والضغط النفسي: نمط الحياة يصنع الفارق
ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وزيادة الوزن خلال الحمل يرتبط بمضاعفات صحية أكبر، مثل سكري الحمل وصعوبات الولادة، كما أن التوتر والضغط النفسي يؤثران بشكل مباشر على صحة الأم والجنين، مما يجعل العناية بالصحة النفسية والبدنية ضرورة.
الاستشارة ما قبل الحمل: أساس الحمل السليم
الاستشارة الطبية قبل الحمل خطوة جوهرية لتقييم الحالة الصحية، والبدء في المكملات الضرورية كحمض الفوليك، والتعامل مع أي مشكلات كامنة، كما تسهم هذه المرحلة في إعداد المرأة نفسياً وجسدياً لاستقبال رحلة الأمومة بثقة وطمأنينة.
الخلاصة
الحمل بعد الثلاثين لا يعني التخلي عن الأمان الصحي، بل يتطلب فقط وعياً أكبر واستعداداً مدروساً. بنمط حياة متوازن، ورعاية طبية متكاملة، يمكن للمرأة أن تعيش تجربة أمومة ناضجة ومطمئنة، وتمنح طفلها بداية صحية ومثالية في الحياة.