اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
تعيش المملكة منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 تجربة فريدة يمكن وصفها بأنها أعظم مشروع وطني في العالم المعاصر؛ ليس بحجم الاستثمارات فقط، بل بطبيعة التحوّل وشموله، وببنية الحوكمة التي حوّلت الرؤية من وثيقة إلى منهج تنفيذ يقود مئات المبادرات عبر قطاعات الاقتصاد والمجتمع والثقافة. يتقاطع فيه التخطيط بالتمكين، والسرعة بالانضباط، والمخاطرة المحسوبة بالأثر القابل للقياس، والأهم: الإنجاز والتغيير.
جوهر هذا التحوّل يتجسّد في قيادة سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود، التي أرست معيارًا جديدًا للحوكمة: وضوح الوجهة، جرأة القرار، سرعة الإنجاز، وثقافة «الأثر قبل المظهر». تحت هذه القيادة تحوّل الطموح إلى عملٍ يوميّ منظم، والفرص إلى برامج محدّدة بالأهداف والمؤشرات، والشراكات إلى منظومة وطنية متكاملة تتحدث لغة الأرقام وتستند إلى نتائج يمكن قياسها.
من وجهة نظري المتواضعة، سرُّ الرؤية أنها لم تُدار كبرنامج، بل كمنظومة إدارة مشاريع متكاملة:
• وضوح الهدف: مؤشراتٌ محدّدة لاقتصاد متنوّع وجاذب ومُمكّن للقدرات البشرية.
• حوكمة صارمة مع مرونة ذكية: أدوار واضحة ومراجعات دورية تُصحّح المسار بسرعة دون الإخلال بالبوصلة الإستراتيجية.
• تكامل المنظومة: برامج تتفاعل (صناعة، خدمات لوجستية، تقنية، سياحة، ثقافة، رياضة، أمن غذائي…) فتُضاعِف النتائج بدل أن تتنافس على الموارد.
• ثقافة «الأثر قبل المظهر»: النجاح يُقاس بما يتغيّر فعلاً في حياة الناس والاقتصاد.
التواصل المؤسسي والإعلام في مشروع بهذا الحجم يضطلع بثلاث وظائف حاسمة:
التوجيه والاصطفاف: بناء فهم مشترك للأولويات وتحويل الأهداف إلى رسائل وسلوكيات يومية لدى الجهات والقطاع الخاص والمجتمع.
المساءلة والشفافية: إعلان المستهدفات ومشاركة التقدّم والحديث الصريح عن التحدّيات؛ ما يرفع جودة التنفيذ ويؤسّس لثقة مستدامة.
حشد الشركاء والاستثمارات: قصةٌ سعودية مُقنِعة قائمة على البيانات والنتائج تجذب المستثمرين والمواهب والسياح.
لذلك، فالإعلام المؤثّر ليس «ضجيج منصّات»، بل هندسة رسائل، وإدارة سمعة، وقياس أثر يتّسق مع الواقع ويخدم التنفيذ.
اليوم، باتت الرؤية معيارًا يُحتذى به في إدارة المشاريع الوطنية الكبرى، وقوّتها في منهجيتها: أهداف قابلة للقياس، حوكمة واضحة، تمويل مبتكر، شراكاتٌ عابرة للقطاعات، وإعلامٌ يواكب التنفيذ ويعزّز الثقة — وذلك كله تحت قيادة سمو سيدي التي حوّلت الطموح إلى واقعٍ ملموس وأثرٍ يتجاوز الحدود.
الرؤية ليست قصةً نرويها؛ إنها قصةٌ نعيشها.
كلما ارتقى مستوى إدارة المشاريع، وجاء الإعلام شريكًا أمينًا للحقائق والأثر، تسارع التحوّل واشتدّت مناعته.
هكذا تُعلِّم المملكة العالم أن أعظم المشروعات تبدأ بفكرة واضحة، وتُدار بقيادة مُلهمة ومنهج متين، وتُروى بمصداقية… حتى تُصبح واقعًا يعيشه الجميع وتخلّده الأجيال.










































