اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
حذّرت منظمة حقوقية دولية من أن ما يقرب من 200 مجموعة من الشعوب الأصلية المنعزلة عن العالم الخارجي تواجه 'إبادات جماعية صامتة'، وقد تنقرض تمامًا إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتها.
وفي تقرير صادم نشرته شبكة 'سكاي نيوز' البريطانية، قالت منظمة 'Survival International' التي تتخذ من لندن مقرًا لها، إن هذه المجتمعات، التي يعيش معظمها في غابات الأمازون، تتعرض لتهديدات غير مسبوقة تدمر أراضيها وتهدد وجودها.
لماذا يختارون العزلة؟
خلافًا للصورة النمطية عن كونهم 'قبائل ضائعة'، أوضحت فيونا واتسون، مديرة الأبحاث في المنظمة، أن هذه الشعوب المعاصرة تتجنب عمدًا الغرباء بعد أجيال من العنف والاستعباد والأمراض الفتاكة التي نقلها لهم العالم الخارجي.
ووفقًا للتقرير، فإن عزلتهم هي تعبير واضح عن سيادتهم وتقرير مصيرهم. فهم مكتفون ذاتيًا ويعيشون بسعادة في الغابات، ويمتلكون معرفة مذهلة بالطبيعة تساهم في حماية هذه الغابات الحيوية للبشرية جمعاء في مكافحة تغير المناخ.
ما هي التهديدات التي تواجههم؟
حدد التقرير ثلاثة أخطار وجودية رئيسية تهدد هذه الشعوب:
– الزحف الصناعي: حيث تواجه أكثر من 90% من هذه المجتمعات تهديدات من عمليات استخراج الموارد مثل قطع الأشجار، والتعدين غير القانوني عن الذهب، وتوسع الزراعة التجارية، مما يدمر مصادر طعامهم ومياههم ويلوثها.
– الاتصال العنيف والمتهور: يتعرضون لهجمات مباشرة من قبل عمال المناج غير الشرعيين وتجار المخدرات، كما يواجهون محاولات قسرية من قبل مبشرين إنجيليين لتغيير ديانتهم، وصولًا إلى ظاهرة جديدة تتمثل في محاولة 'اليوتيوبرز' ومؤثري الإنترنت الوصول إليهم لتصوير محتوى، مما يعرضهم لخطر قاتل.
– الإبادة البيولوجية: الخطر الأكبر يأتي من أمراض بسيطة لا تشكل تهديدًا للعالم الحديث.
ونقلت 'سكاي نيوز' عن واتسون قولها إن 'أي لقاء عابر يخاطر بنقل الأنفلونزا، التي يمكن أن تقضي بسهولة على شعب بأكمله في غضون عام واحد من الاتصال'، مضيفة أن 'نزلة برد بسيطة يمكن أن تقتلهم'.
ما هو الحل المقترح؟
يطالب النشطاء الحقوقيون، بحسب التقرير، بتطبيق سياسة عالمية صارمة لـ'عدم الاتصال'، تقوم على ثلاث ركائز أساسية:
– الاعتراف الحكومي: مطالبة الحكومات، خاصة في دول أمريكا الجنوبية، بالاعتراف رسميًا بحدود أراضي الشعوب الأصلية وإغلاقها تمامًا أمام الصناعات الاستخراجية.
– مساءلة الشركات: دعوة الشركات العالمية إلى تتبع سلاسل التوريد الخاصة بها لضمان عدم الحصول على سلع مثل الذهب والأخشاب وفول الصويا من أراضٍ مسروقة من السكان الأصليين.
– تغيير النظرة العالمية: التحول من رؤيتهم كـ'آثار من الماضي' إلى الاعتراف بهم كمجتمعات لها حقوق كاملة، وتلعب دورًا حيويًا في استقرار مناخ الكوكب.










































