اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في واقعة أثارت جدلًا واسعًا حول نزاهة التعليم الجامعي، أعرب طلاب في 'جامعة ستافوردشاير' البريطانية عن شعورهم بأنهم 'سُرقوا معرفيًا'، بعد اكتشافهم أن دورة تدريبية حكومية التحقوا بها لتغيير مسارهم المهني، يتم تدريسها بالكامل تقريبًا بواسطة مواد مولدة بالذكاء الاصطناعي، ومليئة بالأخطاء التقنية المحرجة.
القصة بدأت عندما التحق 41 طالبًا، بينهم 'جيمس' و'أوين'، ببرنامج تدريب مهني ممول حكوميًا يهدف لتحويلهم إلى خبراء في الأمن السيبراني وهندسة البرمجيات. لكن الصدمة كانت 'فورية' تقريبًا؛ فبدلًا من المحاضرات التفاعلية، وجدوا أنفسهم أمام شرائح عرض (Slides) مولدة آليًا، يقرأها صوت ذكاء اصطناعي 'روبوتي'.
'تغيير اللهجة' وأخطاء بدائية
وصلت 'الاستسهال' الأكاديمي إلى ذروته في أحد الفيديوهات التعليمية لهذا العام، حيث رصد الطلاب أن الصوت القارئ للمادة يتحول فجأة ولمدة 30 ثانية من 'اللهجة البريطانية' إلى 'اللهجة الإسبانية' قبل أن يعود لطبيعته، في دليل واضح على غياب الرقابة البشرية.
كما تضمنت المواد إشارات غريبة لتشريعات أمريكية رغم أن الدورة في بريطانيا، وأسماء ملفات مشبوهة، ولغة إنجليزية ركيكة تمزج بين النمطين الأمريكي والبريطاني.
مواجهة مسجلة: 'لو فعلنا هذا لطُردنا'
وفي مواجهة ساخنة تم تسجيلها في أكتوبر 2024، واجه الطالب 'جيمس' محاضره بحقيقة الموقف، قائلاً: 'أنا أعلم، والجميع هنا يعلم أن هذه الشرائح مولدة بالذكاء الاصطناعي. لو أننا قدمنا واجباتنا باستخدام الذكاء الاصطناعي لتم طردنا من الجامعة بتهمة سوء السلوك الأكاديمي، لكننا الآن نُدرَّس بواسطته!'.
ورد أحد الطلاب بتهكم خلال النقاش: 'هناك 5% فقط من المعلومات المفيدة، والباقي تكرار.. كنا نستطيع الحصول على الذهب بأنفسنا عبر سؤال ChatGPT'. وهو ما دفع المحاضر للاعتراف بشكل غير مريح بأنه أعد المواد 'في وقت قصير' مستخدمًا ChatGPT.
ازدواجية المعايير
تأتي هذه الواقعة في وقت تفرض فيه الجامعة سياسات صارمة تعاقب الطلاب على 'الاستعانة بمصادر خارجية' أو استخدام الذكاء الاصطناعي في واجباتهم، بينما نشرت الجامعة سياسة تبرر للأكاديميين 'الاستفادة من أتمتة الذكاء الاصطناعي'.
وفي ردها على 'الجارديان'، زعمت الجامعة أن 'المعايير الأكاديمية ومخرجات التعلم تم الحفاظ عليها'، مشيرة إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي تدعم التحضير لكنها لا تستبدل الخبرة الأكاديمية.
بالنسبة لـ 'جيمس'، الذي يشعر بأنه 'عالق' في منتصف حياته المهنية، فإن الاعتذارات لا تكفي. يقول بمرارة: 'أشعر وكأن عامين من حياتي قد استُخدما بأرخص طريقة ممكنة.. لقد سُرق جزء من حياتي'.










































