اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
في مشهد يبدو مأخوذًا من أفلام الخيال العلمي، كشفت ألمانيا عن استراتيجية دفاعية جديدة تستثمر في تقنيات غير تقليدية، تشمل استخدام الحشرات الآلية والروبوتات الصغيرة لجمع المعلومات والتدخل في أرض المعركة. وتسعى برلين من خلال هذه الخطة إلى تطوير 'أجهزة غير قاتلة'، لكنها قادرة على تغيير قواعد الحرب كما نعرفها.
وبحسب تقرير لموقع 'بزنس إنسايدر'، فإن وزارة الدفاع الألمانية وقعت مؤخرًا عقودًا بقيمة 2.7 مليون دولار مع شركات خاصة متخصصة في صناعة التكنولوجيا الحيوية، لتطوير 'روبوتات حشرية' صغيرة الحجم، من بينها صرصور تجسس طائر يُمكن توجيهه عن بعد، ويزوّد بكاميرات ومجسات دقيقة.
وقال ناطق باسم الجيش الألماني إن الهدف من هذه المشروعات هو 'التأقلم مع تحديات ساحة المعركة الحديثة'، وتقديم حلول تتفوق في المرونة والدقة على الوسائل التقليدية. وأوضح أن المرحلة الأولى من المشروع ستشمل اختبار النماذج الأولية في بيئات حضرية معقدة، مثل المباني المنهارة والمناطق الصناعية الضيقة.
تحوّل نوعي في مفاهيم الرصد والتجسس
يعتمد الابتكار الألماني الجديد على مبدأ دمج التكنولوجيا الحيوية بالذكاء الاصطناعي، لتصميم 'أدوات استطلاع' لا يمكن رصدها بسهولة. ويرى خبراء أن الحشرات الروبوتية ستحل محل طائرات الدرون الصغيرة في بعض المهام، نظرًا لقدرتها على التسلل إلى الأماكن المحصّنة، وتجاوز أنظمة الدفاع المضادة للطائرات.
ويشير التقرير إلى أن هذه الروبوتات ستكون قادرة على رصد الحركات البشرية، والتقاط الصور والبيانات، بل والتدخل عبر توجيه إشارات تشويش أو فتح ممرات لقوات النخبة.
مخاوف أخلاقية وتساؤلات حول الاستخدام
مع تزايد الرهانات على الذكاء الاصطناعي في ميادين القتال، أثار المشروع الألماني الجديد جدلًا في الأوساط الأوروبية، لا سيما حول الجوانب الأخلاقية المتعلقة باستخدام 'روبوتات ذات مظهر حيوي' في الحروب.
ورغم تأكيد برلين أن الهدف هو تطوير أدوات دفاعية وغير قاتلة، إلا أن مراقبين حذروا من احتمالات استخدام هذه التقنية في مهام اغتيال أو مراقبة غير مشروعة، خصوصًا في مناطق النزاع خارج نطاق القانون الدولي.
بين الابتكار والتنافس الجيوسياسي
تأتي هذه الخطوة بينما تتسابق القوى الكبرى على تطوير أدوات 'الجيل القادم من الحروب'، حيث استثمرت الولايات المتحدة والصين وروسيا في مشاريع مماثلة تشمل روبوتات على شكل كلاب أو حشرات طائرة. وتهدف هذه التقنيات إلى منح الجيوش قدرة أكبر على العمل في بيئات شديدة التعقيد دون تعريض الجنود للخطر.
ويرى مراقبون أن المشروع الألماني يُمثّل بداية تحول في العقيدة العسكرية الأوروبية، نحو مزيد من الاعتماد على 'أنظمة ذكية وصغيرة الحجم، قادرة على تنفيذ المهام في الظل'.