اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٧ نيسان ٢٠٢٥
يُعد سؤال 'هل نحن وحدنا في الكون؟' أحد أكبر أسرار الحياة، وهو موضوع تتناوله أفلام الخيال العلمي والعلماء على حد سواء. ولكن إذا كان هناك حياة خارج كوكب الأرض، فما الذي قد يبدو عليه شكل هذه الكائنات الفضائية؟
بينما يهيمن التصور النمطي للكائنات الفضائية على هيئة 'رجال خضر' أو 'مفترسات ضخمة' في الأفلام، يقول الخبراء إن أي كائنات فضائية قد تكون موجودة من غير المحتمل أن تشبه هذه الشخصيات، بل قد تكون فسيولوجيتها مختلفة تمامًا عن أي شيء موجود على الأرض بسبب البيئة الفريدة التي يعيشون فيها على كواكب أو أقمار أخرى.
كيف يمكن أن تكون الكائنات الفضائية؟
وفقًا لآدم فرانك، أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة روتشستر، قد تتطور بعض الكائنات الفضائية للطيران عبر سماء كوكبها بسبب كثافة الغلاف الجوي للكوكب. أو في حال كانت هناك كواكب ذات جاذبية عالية، قد تتطور هذه الكائنات لتكون أكثر قوة وصلابة، كما هو الحال مع الأفيال.
كما تشير فالنتينا إيراستوفا، زميلة في الكيمياء في جامعة إدنبرة، إلى احتمال تطور الحياة لتعيش تحت الأرض إذا كان الكوكب يعاني من مستويات عالية من الإشعاع، مع غياب طبقة الأوزون. وفي هذه الحالة، قد تتخذ الكائنات شكلًا مشابهًا للفطريات، حيث أن حياتها الأساسية تحدث تحت الأرض في شبكة واسعة من الجذور المعروفة باسم 'الميكورايزا'.
التكيفات الفريدة:
وفي حالات الإشعاع فوق البنفسجي الشديد، تشير أبحاث نشرت في مجلة 'رسائل إشعاع الفضاء الملكي' عام 2019 إلى أن الكائنات الفضائية قد تتوهج باللون الأحمر أو الأزرق أو الأخضر كوسيلة للحماية. ومثلما تفعل بعض الشعاب المرجانية، قد تحتوي هذه الكائنات على بروتينات أو صبغات تمتص بعض الطاقة من الإشعاع فوق البنفسجي، مما يجعلها تتوهج بترددات أكثر أمانًا في الطيف المرئي.
وفي بيئات باردة للغاية، قد تتطور الكائنات الفضائية لتكون ذات معدلات أيض بطيئة، كما هو الحال مع الكسلان على الأرض. وفقًا لفرانك، يعد قمر تيتان، أكبر أقمار كوكب زحل، مثالًا على هذا العالم البارد الذي يُحتمل أن يكون مأوى لحياة غريبة تعيش في بحيرات من الميثان.
هل قد تشبه الكائنات الفضائية البشر؟
ورغم أن هذه الكائنات الفضائية ذات الخصائص الفريدة ستكون مذهلة للاكتشاف، فإن الحياة الفضائية المحتملة قد تكون أبسط من أن تكون طائرة أو قوية أو فطرية أو متوهجة.
تقول سارة روغهيمر، أستاذة مساعدة في الفلك وعلوم الفضاء في جامعة يورك في تورنتو: 'من المرجح أن تكون الحياة أحادية الخلية، حيث كانت الحياة الوحيدة التي كانت موجودة على الأرض لفترة طويلة هي الكائنات الدقيقة'.
ورغم أن اكتشاف الحياة أحادية الخلية من الأرض قد يكون مهمة صعبة، إلا أن العلماء يقترحون البحث عن أدلة على الحياة قد تتركها هذه الميكروبات، مثل التراكمات الكالسيوم كعلامة على وجود حياة ميكروبية قديمة.
وفي حال تطور الكائنات الفضائية لتصبح متعددة الخلايا، تضيف روغهيمر أنه من غير المحتمل أن تكون مشابهة للبشر. إذ أن فسيولوجيتنا الفريدة هي نتاج تطور في بيئة الأرض بالإضافة إلى حظ كبير.
الاحتمالات غير المتوقعة:
لكن في النهاية، قد تحتوي الحياة الفضائية على بعض الصفات الحيوانية نتيجة للتطور المتقارب، مثل العيون لرؤية البيئة أو الأطراف أو الأجنحة للتنقل. ومع ذلك، قد تنتهي أوجه التشابه هنا.
كل هذه الافتراضات مبنية على فرضية أن الحياة الفضائية قد تتطلب احتياجات مشابهة لتلك الموجودة على الأرض، مثل الماء والضوء والأوكسجين. من الممكن أن تتطور الحياة على كواكب أخرى بشكل مختلف تمامًا، أو حتى بنية كيميائية مختلفة.
على سبيل المثال، يتخيل العديد من خيالات الخيال العلمي أن الكائنات الفضائية قد تتكون من السيليكون بدلًا من الكربون، ولكن روغهيمر تعتبر أن هذا الاحتمال غير محتمل، نظرًا لأن الكربون أكثر وفرة من السيليكون ويشكل كيمياء أكثر تعقيدًا.
وفي النهاية، يبقى السؤال عما قد تبدو عليه الحياة الفضائية دون إجابة قاطعة: 'ما نعلمه هو أننا لا نعرف ما الذي ستبدو عليه.'