علاقات خارجية متوازنة

خالد الربيش

تكمن قوة المملكة في استقرارها السياسي، وثباتها الاجتماعي، ونموها الاقتصادي، فضلاً عن تماسك شعبها والتفافه حول القيادة الرشيدة في جميع الأوقات والظروف، وتتوج المملكة هذه القوة بعلاقات خارجية متوازنة مع دول العالم، هذه العلاقات تتميز بثوابت راسخة، تلتزم بها السياسة الخارجية للمملكة ولا تحيد عنها، ومن أبرزها، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والاحترام المتبادل، والشراكة في المجالات التي تحقق مصالح الشعوب وتطلعاتها، هذا المشهد بلغ ذروته تحت مظلة رؤية المملكة 2030، التي وعدت بوطن قوي ومتطور ومزدهر.

في المقابل، تحرص دول العالم كافة على تعزيز علاقاتها المتنوعة بالمملكة، والارتقاء بمستوى هذه العلاقات، من «التحالف»، وصولاً إلى «الشراكة الإستراتيجية»، وهو ما شهدته العلاقات الثنائية بين المملكة وجمهورية باكستان الإسلامية، وأثمر مؤخراً عن توقيع اتفاقية الدفاع الإستراتيجي المشترك، من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- ودولة رئيس مجلس الوزراء الباكستاني، الأمر الذي يعكس عمق العلاقات الأخوية بين قيادتي البلدين، وحرصهما على تعزيز علاقتهما الثنائية التاريخية، وإرساء الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.

وما كان لاتفاقية الدفاع الإستراتيجي بين المملكة وجمهورية باكستان أن تصبح واقعاً ملموساً، لولا أنها انطلقت من الشراكة التاريخية، والتعاون الدفاعي الوثيق عبر تاريخ العلاقات الثنائية بينهما، وفي إطار سعيهما لتطوير القدرات الدفاعية المشتركة والردع الإستراتيجي ورفع الجاهزية، والعمل على تطوير وتكامل القدرات الدفاعية للبلدين في التصدي المشترك لأي تهديد لأمن وسلامة أراضيهما، يضاف إلى ما سبق أن الاتفاقية تساهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار والازدهار إقليمياً وعالمياً، ولهذا المشهد انعكاسه الإيجابي على الاقتصاد الإقليمي، فضلاً عن الاقتصاد الوطني، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030، بأن يكون المجتمع السعودي متفاعلاً مع جميع مجتمعات العالم، ومساهماً في نهضة البشرية وحضارتها.

اتفاقية الدفاع الإستراتيجي بين المملكة وباكستان، كانت محور اهتمام العالم في الساعات الأخيرة، ونظر إليها المحللون على أنها نقطة تحول مفصلية في تاريخ البلدين الشقيقين، في إطار الارتقاء بالتعاون الدفاعي والوصول به إلى أعلى مستوياته، كما أن الاتفاقية تعكس تطور العلاقات العسكرية والأمنية التاريخية القوية بين البلدين، والتي تعود جذورها إلى ستينات القرن الماضي، وأثمرت عن تعاون بينهما في مجال التدريب العسكري والإنتاج الدفاعي، ومشاركة القوات المسلحة في تمرينات جوية وبحرية وبرية دورية مشتركة.