اخبار السعودية
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٠ أيلول ٢٠٢٤
الرياض - الخليج أونلاين
تهدف الرؤية بالمقام الأول إلى تقليل الاعتماد على النفط عبر تنويع الاقتصاد، وتحسين جودة الحياة بشكل شامل
منذ إطلاق 'رؤية 2030' في عام 2016، أخذت المملكة العربية السعودية على عاتقها تحقيق تحول اقتصادي واجتماعي غير مسبوق.
تهدف الرؤية بالمقام الأول إلى تقليل الاعتماد على النفط عبر تنويع الاقتصاد، وتحسين جودة الحياة بشكل شامل.
ومع إعلان وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح (9 سبتمبر 2024) أن 87% من أهداف الرؤية قد تحققت، يبرز السؤال حول الإنجازات الفعلية التي تم تحقيقها والتأثير الشامل للرؤية على مختلف جوانب الحياة في السعودية، بما في ذلك البطالة، الاستثمارات، فرص العمل، الرياضة، الثقافة، والمجتمع.
%87 منها اكتملت
وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أكد أن نحو 87% من أهداف 'رؤية 2030' نفّذت بالفعل أو على وشك أن تكمل من أصل 1000 مبادرة مضيفاًفي تصريحات لهمع قناة 'سي إن بي سي' الأمريكية على هامش منتدى 'أمبروسيتي' في مدينة سيرنوبيو الإيطالية:
أهداف تحققت
وتعتبر 'رؤية السعودية 2030' واحدة من أكثر الخطط التنموية الطموحة والشاملة التي يشهدها العالم في القرن الحالي، لما تتضمنه من مشاريع ذات تأثير واسع، تشكل جزءاً من مستقبل العالم الحديث، من شأنها أن تؤسس لمعايير عالمية جديدة ومستدامة للرفاهية وأسلوب العيش وجودة حياة السكان.
وأشاد صندوق النقد الدولي بجهود السعودية لإعادة تحديد أولويات الإنفاق الاستثماري، وثبّت توقعاته لنمو اقتصاد المملكة في عام 2025، وذلك بعد أن نجحت في تحقيق سلسلة طويلة من أهدافها هي:
2016: كان قطاع النفط والغاز يشكل حوالي 42% من الناتج المحلي الإجمالي السعودي.
2023:انخفضت نسبة مساهمة قطاع النفط والغاز في الناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي 32%، بفضل الجهود المبذولة في تنويع الاقتصاد وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية.
2016: كانت مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي حوالي 55%.
2023:ارتفعت مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي إلى ما يقارب 60%.
2016: كان معدل البطالة في السعودية حوالي 12.8%.
2024: انخفض معدل البطالة إلى 8.5%، وذلك بفضل برامج حكومية مثل 'تمهير' و'هدف' التي ساهمت في تدريب وتوظيف الشباب، إلى جانب توسع القطاع الخاص وخلق فرص عمل جديدة.
2016: كانت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل 19%.
2024: ارتفعت نسبة مشاركة المرأة إلى 35.6%، حيث شملت الإصلاحات الاجتماعية والقانونية تمكين المرأة من الوصول إلى قطاعات جديدة مثل الهندسة والعلوم والتكنولوجيا.
2016: بلغت قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة حوالي 5.5 مليار دولار.
2024: ارتفعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 20 مليار دولار، مدعومة بإصلاحات اقتصادية شملت تحسين بيئة الأعمال وإطلاق مناطق اقتصادية خاصة مثل 'نيوم'.
2016: كانت السعودية تعتمد بشكل رئيسي على السياحة الدينية، مع استقبال حوالي 6 ملايين سائح سنويًا.
2024: ارتفع عدد السياح إلى 18 مليون سائح سنويًا، بعد إطلاق نظام التأشيرات السياحية في 2019 وتطوير مشاريع سياحية مثل 'البحر الأحمر' و'العلا'.
2016: كان الاعتماد الكامل تقريبًا على النفط والغاز لتوليد الطاقة.
2024: ارتفعت القدرة الإنتاجية لمشاريع الطاقة المتجددة إلى 2.6 جيجاوات، مع خطط لتوليد 50% من احتياجات الطاقة من مصادر متجددة بحلول 2030.
زيادة الفعاليات الترفيهية والثقافية: تم تنظيم أكثر من 7,500 فعالية ثقافية ورياضية منذ 2016، مثل 'موسم الرياض' و'موسم جدة'، مما ساهم في تعزيز السياحة الداخلية وتحسين جودة الحياة.
توسيع البنية التحتية الصحية: زادت عدد الأسرة في المستشفيات بنسبة 30% منذ 2016، وتم بناء عدة مستشفيات جديدة وتحسين الخدمات الصحية الرقمية مثل تطبيق 'صحتي'.
2016: كانت السعودية تصنف في مرتبة متأخرة في تقارير سهولة ممارسة الأعمال.
2024: تحسنت مرتبة السعودية في تقرير 'سهولة ممارسة الأعمال' الصادر عن البنك الدولي لتصل إلى المرتبة 62 من أصل 190 دولة، بعد تنفيذ إصلاحات شملت تقليل الوقت اللازم لبدء الأعمال وتحديث القوانين التجارية.
2016: كانت نسبة تملك المواطنين للمساكن حوالي 47%.
2024: ارتفعت نسبة التملك إلى 62%، مدعومة بمشاريع الإسكان الجديدة وبرامج التمويل الميسر للمواطنين مثل 'سكني'.
2016: كانت الزراعة تمثل حوالي 2.2% من الناتج المحلي الإجمالي، مع تركيز كبير على زراعة الحبوب والفواكه في مناطق معينة فقط من المملكة.
2024: ارتفعت مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.1%، نتيجة لزيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة استخدام الموارد المائية، وتطوير مناطق زراعية جديدة في مناطق مثل الجوف وتبوك، والتي أصبحت من أهم مناطق إنتاج الزيتون والفواكه.
2016: كانت المملكة تعتمد بشكل كبير على الواردات لتلبية احتياجاتها الغذائية، حيث كان الاستيراد يغطي حوالي 80% من احتياجات السوق المحلية.
2024: انخفض الاعتماد على الواردات إلى 65%، مع زيادة الإنتاج المحلي من الحبوب، الخضروات، والفواكه، كما تم تعزيز مخزون المملكة من المنتجات الغذائية الأساسية من خلال إنشاء مخازن استراتيجية وتطوير سلاسل التوريد.
كجزء من رؤية 2030، أُطلقت مبادرة 'السعودية الخضراء' التي تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة بحلول عام 2030، وهو ما يعزز من استدامة الزراعة وحماية البيئة.
تم بالفعل زراعة أكثر من 300 مليون شجرة بحلول 2024، مع التركيز على زراعة الأشجار المثمرة والمحاصيل التي تتحمل الجفاف.
كما تم تنفيذ مشاريع لمكافحة التصحر وتحسين التربة في المناطق المتضررة، مما أدى إلى استعادة حوالي 150 ألف هكتار من الأراضي الزراعية بحلول 2024.
2016: كانت السعودية في مرتبة متأخرة على مؤشرات جودة الحياة العالمية.
2024: تقدمت المملكة في مؤشر جودة الحياة العالمي، حيث تم تحسين البنية التحتية الحضرية، وتعزيز الخدمات الصحية، والتعليمية، والترفيهية، وارتفع تصنيف السعودية في تقرير 'مؤشر جودة الحياة' الدولي إلى المرتبة 35 عالميًا، بعد أن كانت في المرتبة 50 في عام 2016.
2016: كان عدد الفعاليات الترفيهية والثقافية محدودًا جدًا، مع نقص في الخيارات المتاحة للمواطنين.
2024: تم تنظيم أكثر من 7,500 فعالية ترفيهية وثقافية في جميع أنحاء المملكة، بما في ذلك 'موسم الرياض'، 'موسم جدة'، وفعاليات مثل 'الشتاء في طنطورة' في العلا.
ساهمت هذه الفعاليات في جذب أكثر من 30 مليون زائر محلي ودولي وزيادة الإنفاق الترفيهي بشكل ملحوظ.
كما تم تدشين العمل بعدة مشاريع ترفيهية كبرى مثل 'القدية'، 'ملاهي الرياض'، و'مدينة الملك سلمان للطاقة الترفيهية'، بهدف تعزيز السياحة الداخلية وتوفير خيارات ترفيهية للعائلات والأطفال، ليرتفعحجم الاستثمار في قطاع الترفيه إلى 64 مليار ريال (17.05 مليار دولار) بحلول 2024.
2016: كانت الأنشطة الثقافية محدودة وتعتمد بشكل كبير على الفعاليات التقليدية.
2024: تم إنشاء الهيئة العامة للثقافة، والتي نظمت العديد من المهرجانات الثقافية والمعارض الفنية، وزادت الفعاليات الثقافية بنسبة 150% منذ عام 2016، مما أدى إلى تعزيز دور الثقافة في المجتمع السعودي.
كما تم إنشاء عدة مراكز ثقافية ومتاحف جديدة، بما في ذلك 'المتحف الوطني السعودي الجديد'، ومراكز الفنون التشكيلية، ومعاهد الموسيقى، كما تم افتتاح 'دار الأوبرا السعودية' التي تعد أول أوبرا في المملكة.
2016: كانت نسبة المشاركة في الأنشطة الرياضية والترفيهية محدودة، حيث لم تتجاوز 13% من إجمالي السكان.
2024: ارتفعت نسبة المشاركة المجتمعية في الأنشطة الرياضية إلى حوالي 40%، مدعومة بحملات توعية ومبادرات حكومية لتعزيز ممارسة الرياضة كجزء من الحياة اليومية.
كماأصبحت المملكة مركزًا لاستضافة البطولات الرياضية الكبرى بعد أن كانت نادراً ما تستضيف حدثاً رياضياً لتجذب أهم البطولات هي:
مشاريع متأخرة
ورغم التقدم الكبير الذي حققته المملكة منذ إطلاق 'رؤية 2030'، إلا أن بعض المشاريع الطموحة والأهداف الرئيسية لم تتحقق بالكامل حتى اليوم، نتيجة عدد من التحديات التي واجهتها والتي أدت إلى تأخر تنفيذها أو تحقيقها أهمها:
'نيوم' هو مشروع مدينة مستقبلية ضخمة يتم تطويرها في شمال غرب السعودية، بمساحة تقدر بحوالي 26,500 ألف كيلومتر مربع، يهدف المشروع إلى أن يكون مركزًا عالميًا للابتكار والتكنولوجيا والطاقة المتجددة.
لكن رغم التقدم في بعض مراحل المشروع، مثل إنشاء مطار 'نيوم' الدولي وبعض المرافق الأساسية، إلا أن تطوير المدينة الذكية بالكامل لا يزال في مراحله الأولى، حيث تواجه 'نيوم' تحديات تتعلق بالتضاريس والبيئة الصحراوية، فضلاً عن الحاجة إلى استثمارات ضخمة لتحقيق الأهداف الطموحة.
وهنا بيّن الفالح في أحدث تصريحاته أن 'نيوم مدينة للمستقبل، وعدد سكانها بالنهاية سيصل إلى 5 ملايين نسمة، ولكن لا يمكن الانتقال من صفر إلى 5 ملايين خلال سنتين أو 5 سنوات أو 10 سنوات'.
وأضاف أنه 'منذ البداية كان من المفترض أن يتم بناء نيوم بمرور الوقت، إذ إنه من غير الممكن أن تبنى مدينة على طول 170 كم في وقت قصير وقبل بناء النظام الاقتصادي حولها لدعمها وجعلها مستدامة'.
كانالهدف من المشروع إنتاج 200 جيجاوات من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030، لكن ماتحقق حتى عام 2024 إنتاج فقط حوالي 2.6 جيجاوات، تشمل هذه القدرة عدة مشاريع رئيسية مثل محطة 'سكاكا' للطاقة الشمسية التي تبلغ قدرتها 300 ميجاوات، ومحطة 'دومة الجندل' للطاقة الرياح بقدرة 400 ميجاوات.
'القدية' هو مشروع مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية يقع على بعد حوالي 40 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة السعودية الرياض، يعد الأكبر من نوعه في العالم حيث يبنى على مساحة تقدر بحوالي 334 كيلومترًا مربعًا، بدأت الأعمال فيه منذ عام 2018.
ورغم التقدم في بعض مراحل البناء، إلا أنه لم يكتمل بعد بشكل كامل وما زال يحتاج إلى المزيد من الوقت والاستثمارات، حيث كان من المتوقع أن يتم افتتاح أجزاء كبيرة من المشروع بحلول عام 2023، لكن الجدول الزمني تأخر بسبب التحديات المتعلقة بالبنية التحتية وتأمين التمويل، وحالياً من المتوقع أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى بحلول عام 2025.
ونظرًا لموقع المشروع في منطقة جبلية وصحراوية، تواجه عمليات البناء تحديات بيئية مثل حماية البيئة المحلية وضمان استدامة المشروع، ما تطلب استثمارات إضافية في الحلول المستدامة وتطوير تقنيات صديقة للبيئة.
لكن مسؤولين سعوديين سبق أن أكد أن التأخير في بعض المشاريع لن يؤثر على سير الرؤية، حيثأكد وزير الاستثمار خالد الفالح في فبراير الماضي أن 'الفترة المتبقية حتى عام 2030 ستشهد تركيزًا أكبر على تنفيذ المشاريع الاستراتيجية المتبقية، مع التركيز على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز الشراكات الدولية، وتطوير القطاعات الجديدة'.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سبق أن أكد في عدة مناسبات أن 'رؤية 2030' ليست مجرد خطة اقتصادية، بل 'مشروع وطني شامل يتطلب الصبر والعمل الدؤوب لتحقيق الأهداف الطموحة'.
كما سبق وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان في أبريل الماضي، إن 'المملكة ستعدل خطتها المتعلقة برؤية 2030 لتحويل اقتصادها وفقا لما تقتضيه الحاجة، مما يقلص حجم بعض المشروعات ويسرع وتيرة مشروعات أخرى'.