اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لقد وقعت في الفخ على الأرجح. خلال الأشهر الستة الماضية، تطورت مولدات الفيديو بالذكاء الاصطناعي لدرجة أن علاقتنا بالكاميرات والثقة بما نراه على وشك الانهيار.
ولكن، وبينما يخدع هذا المحتوى الملايين، هناك علامة تحذير رئيسية قد تكون عكس ما تتوقعه تمامًا: إذا كان الفيديو يبدو وكأنه صُوِّر بجودة رديئة، فيجب أن تدق أجراس الإنذار في رأسك.
خدعة الجودة الرديئة
قد يبدو الأمر غير منطقي، لكن الخبراء يؤكدون أن مقاطع الفيديو الضبابية ومنخفضة الدقة هي الأكثر قدرة على خداعك حاليًا. والسبب بسيط: أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي مثل 'Sora' من OpenAI و'Veo' من جوجل لا تزال ترتكب أخطاءً وتناقضات دقيقة، مثل ملمس الجلد الناعم بشكل غريب، أو تحرك أنماط الملابس والشعر بطريقة غير واقعية، أو تحرك الأجسام في الخلفية بشكل مستحيل.
هذه العيوب يسهل اكتشافها في الفيديوهات عالية الجودة، لكنها تختفي تمامًا عندما تكون الصورة ضبابية أو منخفضة الدقة. وهذا بالضبط ما يجعل الجودة الرديئة حيلة فعّالة.
فالفيديوهات الشهيرة التي خدعت الملايين مؤخرًا تشترك في هذه السمة: فيديو الأرانب على الترامبولين: قُدِّم على أنه لقطات من كاميرا مراقبة رخيصة تعمل ليلًا.
قصة الحب في مترو نيويورك: كان الفيديو منخفض الدقة بشكل واضح. وكذلك الكاهن الأمريكي الذي يلقي خطبة يسارية: بدا وكأن الفيديو تم تكبيره بشكل مفرط.
يقول هاني فريد، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا وخبير الطب الشرعي الرقمي، إن صناع المحتوى المزيف يخفضون جودة أعمالهم عن قصد، مضيفًا: 'إنها تقنية شائعة لإخفاء أي عيوب محتملة'.
علامتان إضافيتان لكشف التزييف
إلى جانب الجودة الرديئة، هناك عاملان آخران يجب الانتباه إليهما:
– قصر مدة الفيديو: يقول فريد إن 'الغالبية العظمى من الفيديوهات التي يُطلب مني التحقق منها تتراوح مدتها بين 6 أو 8 أو 10 ثوانٍ'. والسبب هو أن إنشاء مقاطع طويلة بالذكاء الاصطناعي مكلف حسابيًا، وكلما زادت المدة، زادت احتمالية وقوع أخطاء.
التقطيعات المتكررة: غالبًا ما يتم دمج عدة مقاطع قصيرة معًا لإنشاء فيديو أطول، لذا فإن ملاحظة وجود قطعات أو انتقالات غير طبيعية كل بضع ثوانٍ قد تكون مؤشرًا قويًا.
توقف عن تصديق عينيك
الأخبار السيئة هي أن كل هذه العلامات البصرية مؤقتة. ويتوقع الخبراء أن تختفي معظم هذه العيوب الواضحة في غضون عامين. إذن، ما هو الحل الدائم؟
يكمن الحل في تغيير طريقة تفكيرنا جذريًا.
يقول خبير محو الأمية الرقمية مايك كولفيلد إنه يجب علينا التخلي عن فكرة أن الفيديوهات أو الصور تحمل أي معنى خارج سياقها. ويضيف: 'سيصبح الفيديو مثل النص؛ مصدره وأصله (Provenance) هو الأهم، وليس مظهره السطحي'.
لم نعد في عصر 'الرؤية هي الدليل'. فكما أننا لا نصدق أي نص مكتوب لمجرد وجوده، بل نبحث عن مصدره، يجب أن نتعامل مع الفيديوهات بنفس العقلية النقدية.
والسؤال الذي يجب أن نطرحه دائمًا هو: من أين أتى هذا المحتوى؟ من نشره؟ ما هو السياق؟ وهل تم التحقق منه من قبل مصدر موثوق؟ لأن المعركة الحقيقية ضد التزييف هي معركة وعي وتفكير نقدي.










































