اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٢ شباط ٢٠٢٥
الرياض- عبدالرحمن الأنصاري
في كل عام، ومع اقتراب يوم التأسيس في 22 فبراير، تستعيد المملكة ذكرى البداية الأولى التي وضع لبناتها الإمام محمد بن سعود عام 1727م، حين أرسى دعائم الدولة السعودية الأولى، لتكون نواةً لوطن قوي يستمد تماسكه من عمقه التاريخي، وهويته الثقافية، وتطلعه الدائم للمستقبل.
واليوم، وبعد قرابة ثلاثة قرون من التأسيس، تأتي الرياض لتؤكد مكانتها كمركز للتحولات الكبرى، حيث تحتضن المنتدى السعودي للإعلام في تزامن استثنائي مع ذكرى يوم التأسيس، ليجسد كيف أن المملكة لا تستحضر تاريخها فحسب، بل تعيد كتابته بروح حديثة، عبر الإعلام وصناعة التأثير، فكما كان التأسيس الأول بداية بناء دولة ذات سيادة واستقرار، فإن المنتدى السعودي للإعلام يمثل تأسيسًا جديدًا لإعلام قوي ومؤثر، يعزز المكانة الإقليمية والدولية للمملكة.
هذا التزامن يعكس التحولات العميقة التي تشهدها المملكة، حيث يرتبط الماضي بالحاضر والمستقبل في رحلة تطور مستمرة، فمن تأسيس دولة قائمة على الوحدة والاستقرار، إلى تأسيس قطاع إعلامي حديث يتماشى مع التحولات الرقمية والتكنولوجية، ويضع المملكة في قلب صناعة الإعلام العالمية.
وكما كان التأسيس الأول نقطة انطلاق لنهضة سياسية وحضارية، فإن هذه المرحلة تمثل تأسيسًا جديدًا لإعلام سعودي متطور، يتجاوز الأدوار التقليدية، ليصبح محركًا رئيسيًا لصياغة الوعي وصناعة التأثير، فالمنتدى السعودي للإعلام لم يعد مجرد منصة للنقاش، بل مختبرًا لرسم مستقبل الإعلام، حيث يلتقي قادة الفكر، والخبراء، والتقنيون، والمستثمرون، وصُنّاع التأثير السياسي والاقتصادي، لبحث سبل تعزيز مكانة الإعلام السعودي عالميًا، عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، واستراتيجيات صناعة المحتوى، والتحولات الرقمية الكبرى.
ويأتي المنتدى هذا العام ليعزز هذا التحول، من خلال مناقشة مستقبل الصحافة الرقمية، والتشريعات الإعلامية، وتأثير التقنيات الحديثة في تطوير الإعلام، واستراتيجيات بناء منصات إعلامية أكثر تأثيرًا، مما يعكس كيف أصبحت المملكة ليست فقط مستهلكة للمحتوى، بل منتِجة له ومؤثرة في تشكيل الرأي العام إقليميًا وعالميًا.
في لحظة التأسيس، كان الإعلام شفهيا يعتمد في جانب منه على الرواة والخطباء، أما اليوم، فقد أصبح قوة عالمية تعيد تشكيل الوعي وصياغة الأحداث، المنتدى السعودي للإعلام يعكس هذا التحول، حيث يواكب مستهدفات رؤية 2030، التي جعلت من الإعلام أحد محركات التنمية والتغيير، عبر تحفيز الاستثمار في القطاع، وتمكين المواهب، وتعزيز قوة الإعلام السعودي على المستويين الإقليمي والدولي.
وكما لم يكن تأسيس الدولة السعودية حدثًا عابرًا، بل مسيرة ممتدة من التطوير والتمكين، فإن صناعة الإعلام السعودي لن تتوقف عند هذا المنتدى، بل هي رحلة مستمرة من التجديد والابتكار، تعزز مكانة المملكة ليس فقط كمستهلك للمحتوى الإعلامي، بل كمنتج ومصدر للرؤى والتجارب الإعلامية المتقدمة، فمن يوم التأسيس عام 1727م، حيث وُضعت اللبنات الأولى لدولة عظيمة، إلى المنتدى السعودي للإعلام 2025، حيث يتم وضع أسس مرحلة جديدة في صناعة الإعلام، تبقى الرياض هي المنصة التي تصنع التحولات، وتعيد تعريف مفاهيم القوة والتأثير، كما كانت دائمًا.. وكما ستظل.