اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشفت دراسة رائدة من جامعة هونغ كونغ عن دليل جديد ومثير في مجال 'الأيض المناعي'، وهو العلم الذي يدرس كيف يؤثر ما نأكله بشكل مباشر على سلوك جيشنا المناعي.
وجدت الدراسة أن نوع الدهون في نظامنا الغذائي يمكن أن يكون بمثابة مفتاح تشغيل أو إطفاء لقدرة خلايا مناعية معينة على قتل الأورام.
ما هي هذه الخلايا المناعية؟
تُسمى هذه الخلايا 'جاما دلتا تي'، وهي جزء من خط الدفاع الأول والسريع في جهاز المناعة، مهمتها هي القيام بدوريات مستمرة في الجسم، والبحث عن أي تهديدات مثل العدوى أو الخلايا السرطانية وتدميرها فورًا.
كيف يؤثر الغذاء عليها؟ الاكتشاف الرئيسي
عزل الباحثون هذه الخلايا المناعية وزراعتها في المختبر، ثم قاموا بتعريضها لنوعين مختلفين من الأحماض الدهنية الشائعة في غذائنا اليومي:
– حمض الأوليك (OA): وهو حمض دهني صحي موجود بكثرة في زيت الزيتون، الأفوكادو، والمكسرات.
– حمض البالمتيك (PA): وهو حمض دهني مشبّع يوجد في زيت النخيل، اللحوم الدهنية، ومنتجات الألبان.
وكانت النتائج مذهلة. الخلايا التي 'تغذت' على حمض الأوليك (زيت الزيتون) لم تنجُ فحسب، بل أصبحت 'مشحونة بالطاقة'.
وقد عملت مصانع الطاقة داخلها (الميتوكوندريا) بكامل قوتها، وظلت آلياتها المخصصة لقتل الأورام سليمة ونشطة.
وعلى النقيض تمامًا، عانت الخلايا التي تعرضت لحمض البالمتيك (زيت النخيل) من فشل أيضي وانهيار في مصانع الطاقة الخاصة بها، وانتهى بها الأمر إلى تدمير نفسها ذاتيًا بطريقة تزيد من التهاب البيئة المحيطة بها.
وببساطة، حمض الأوليك دعم 'الجنود' المناعيين، بينما تسبب حمض البالمتيك في تسميمهم.
ماذا يعني هذا لمرضى السرطان؟
ووفقًا للبروفيسور تو وينوي، قائد الدراسة، فإن هذه النتائج 'تشير إلى أن مرضى السرطان يجب أن يتجنبوا حمض البالمتيك ويفكروا في إضافة حمض الأوليك إلى وجباتهم لتحسين نتائج العلاجات المناعية القائمة على خلايا T'.
وبمعنى آخر، قد تؤدي تغييرات غذائية بسيطة، مثل زيادة استهلاك زيت الزيتون وتقليل الأطعمة المصنعة واللحوم الدهنية، إلى تعزيز فعالية العلاج المناعي للسرطان.
كلمة تحذير
ويؤكد الباحثون أن هذه النتائج ما زالت في مراحلها الأولى (تجارب مخبرية وعلى الفئران) ولم يتم إثباتها بعد على البشر.
لذلك، لا ينبغي اعتبارها توصية طبية لتحميل الجسم بزيت الزيتون، بل هي خطوة مهمة تفتح الباب أمام استراتيجيات جديدة تجمع بين التغذية الشخصية والعلاج المناعي لتعزيز قدرة الجسم على محاربة السرطان.