اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ٢٤ شباط ٢٠٢٥
من نهج الباب المفتوح إلى المشاريع الكبرى.. هنا مسيرة تحويل المنطقة لقفزات نوعية
منذ تعيينه أميرًا لمنطقة جازان في عام 1422هـ (2001م)، تبنّى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود نهجًا إداريًا يركز على التنمية المستدامة والتواصل المباشر مع المواطنين. وقد أثمر هذا النهج عن قفزات نوعية على مختلف الأصعدة، مما جعل الأمير محمد بن ناصر أحد أبرز القادة الذين أسهموا في تحويل جازان إلى نموذج تنموي رائد في المملكة.
في هذا التقرير، نلقي الضوء على أبرز جوانب هذا النهج من خلال إشادات متنوعة من المسؤولين والمواطنين، استنادًا إلى ما ورد في كتاب 'جازان والتنمية' للمؤلف الإعلامي حمد علي دقدقي، بالإضافة إلى التصريحات المؤثرة التي تبرز العلاقة الوثيقة بين الأمير محمد بن ناصر وأهل جازان.أولًا: نهج الأمير في التواصل الفعّال مع المواطنين
من أبرز ملامح سياسة الأمير محمد بن ناصر، مبدأ 'الباب المفتوح'، حيث خصص سموه جلسات يومية مع المواطنين للاستماع إلى مطالبهم ومناقشة قضاياهم. يتيح الأمير للناس الفرصة لتقديم مشكلاتهم دون حواجز أو وسطاء، وهو ما يعزز من حالة التفاعل المباشر بين القيادة والمجتمع. تمثل هذه الجلسات فرصة حقيقية للمواطنين للتعبير عن احتياجاتهم دون أي تعقيدات، مما يجعلهم يشعرون بأنهم جزء من عملية اتخاذ القرار في المنطقة.تصريحات حول سياسة التواصل
وفي هذا السياق، صرح محافظ صبيا السابق خالد الجريوي قائلاً:السياسة الميدانية التي يتبعها سمو الأمير ساهمت في حل العديد من القضايا العالقة، وأوجدت حلولًا سريعة لمشكلات المواطنين. قد لا يتفهم البعض مدى تأثير هذا التواصل المباشر في تحسين الخدمات وتسهيل إجراءات العمل، ولكنها بحق تعتبر أحد الأسس التي قام عليها تطور المنطقة.
تجسد هذه التصريحات أهمية التفاعل المباشر في تحقيق النتائج المرجوة، ويظهر فيها تأثير سياسة الأمير في تعزيز الثقة بين الحكومة والمواطنين.ثانيًا: الجلسات الأسبوعية: منصة للحوار المفتوح
إلى جانب اللقاءات اليومية، يعقد الأمير محمد بن ناصر جلسة أسبوعية موسعة بمشاركة مسؤولين حكوميين وأعيان المنطقة، بالإضافة إلى المواطنين. تهدف هذه الجلسات إلى تعزيز الشفافية، حيث يتم فيها الوقوف على سير المشاريع التنموية في المنطقة وتبادل الأفكار والمقترحات لتحسين الواقع المحلي. هذه الجلسات توفر بيئة من الحوار المفتوح، وتساهم في اتخاذ قرارات مدروسة تراعي احتياجات جميع الأطراف المعنية.تصريحات حول الجلسات الأسبوعية
تحدث شيخ شمل قبائل الحسيني وللنجوع الشيخ إبراهيم الذروي عن أهمية هذه الجلسات قائلاً: 'إن الاجتماعات الأسبوعية التي يعقدها سموه تمنحنا الفرصة للتعبير عن متطلباتنا بشكل مباشر. لقد عكس الأمير نهجًا جديدًا في القيادة، حيث يستمع أولًا قبل أن يوجّه. نحن كمواطنين نجد أنفسنا في قلب هذه العملية، ونعلم أن سموه يهتم بكل التفاصيل ويشعر بكل حاجاتنا'.
وتظهر هذه التصريحات كيف أن الأمير محمد بن ناصر يفتح المجال للجميع للمشاركة في صياغة السياسات واتخاذ القرارات التي تؤثر في حياتهم اليومية.ثالثًا: المشاريع التنموية الكبرى في عهد الأمير
شهدت منطقة جازان خلال فترة قيادة الأمير محمد بن ناصر تطورًا ملحوظًا في عدة مجالات، بما في ذلك المشاريع الاقتصادية والعمرانية. فقد عمل سموه على تنفيذ مشاريع ضخمة عززت من مكانة المنطقة، وشملت العديد من القطاعات الحيوية مثل الصناعة، النقل، والسياحة.
من أبرز هذه المشاريع:
مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية: التي تعتبر واحدة من أكبر المشاريع الصناعية في المملكة، والتي أسهمت في خلق فرص عمل واسعة وتحفيز النمو الاقتصادي في المنطقة. استقطبت المدينة استثمارات ضخمة من القطاعين المحلي والدولي، مما عزز من مكانة جازان كمركز صناعي متقدم.
تطوير البنية التحتية: من خلال تنفيذ شبكة طرق وجسور حديثة تربط المنطقة ببقية مدن المملكة، مما ساعد على تسهيل حركة التجارة والنقل.
تعزيز السياحة والتراث: من خلال تنظيم مهرجانات ضخمة مثل مهرجان الحريد ومهرجان المانجو، ما ساعد في جذب السياح المحليين والدوليين وتعزيز الثقافة المحلية.تصريحات حول المشاريع التنموية
في سياق تلك المشاريع التنموية، أشاد العديد من المسؤولين في جازان بجهود الأمير محمد بن ناصر في تنفيذ هذه المشاريع الضخمة. فقد أكدت مصادر متعددة أن سمو الأمير يولي اهتمامًا كبيرًا بمراقبة التنفيذ وضمان تحقيق الأهداف المرجوة. وقد جاء ذلك من خلال تقارير دورية وتحليل البيانات لضمان سير الأمور كما هو مخطط لها.رابعًا: إشادات واسعة بجهود الأمير محمد بن ناصر
أدت سياسة التواصل الفعّال التي انتهجها الأمير محمد بن ناصر إلى تعزيز المشاركة المجتمعية، وكان لذلك أثر كبير في تحسين الخدمات الحكومية ورفع كفاءة الأداء المؤسسي. من جهته، أشاد العديد من المسؤولين بتلك الجهود، حيث أشاروا إلى دور الأمير الفاعل في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.إشادة المسؤولين
محافظ صبيا السابق خالد الجريوي قال: 'المتابعة الحثيثة للأمير، والاستماع المباشر لمطالب الأهالي، ساهما في تحويل جازان إلى بيئة عمل متكاملة. كان هناك تحسن واضح في جميع المجالات بفضل الاهتمام المباشر الذي يوليه سموه للتفاصيل الدقيقة والقرارات المدروسة'.
كما أضاف شيخ شمل قبائل الحسيني وللنجوع الشيخ إبراهيم الذروي: 'لقد عززت هذه الجهود من ثقة المستثمرين، مما جعل المنطقة وجهة اقتصادية واعدة. لقد شعرت جميع الأطراف في جازان بتحسن في مستوى الحياة، سواء من ناحية الخدمات أو من ناحية فرص العمل'.خامسًا: تصريحات شخصيات بارزة عن الأمير محمد بن ناصر
تحدث العديد من الشخصيات البارزة عن القيادة الحكيمة للأمير محمد بن ناصر، حيث أشادوا بالأخلاق العالية والتفاني في خدمة المنطقة.
د. إبراهيم أبو هادي النعمي، مدير التعليم السابق بمنطقة جازان، وصف الأمير قائلاً: كثيرة هي المدارس التي يستفيد منها المسؤول في حياته المهنية، سواء كانت مدارس تعليمية أو تدريبية أو حياتية. ومن يعمل بالقرب من سمو سيدي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، فإنه يتعامل مع مدرسة من نوع مختلف. مدرسة لها سماتها الجليلة المتفردة، فهو مدرسة في الأخلاق قبل كل شيء، حباه الله بخصال قل أن تجدها في غيره: كرم في النفس، وسعة في الخاطر، وسخاء في اليد، وحلم عظيم، وتؤدة كبيرة، ولطف في المعشر، وصلابة في الحق، وحكمة تحتوي كل شيء.
وتابع: هذا الأمير يعلمك كيف تكون منضبطًا في وقتك قبل أن تكون منضبطًا في مواعيدك مع الآخرين. عرفنا مع سموه قيمة الثواني، فضلاً عن الدقائق. وأن احترام الآخرين من سماته، احترام أوقاتهم ومواعيدهم. ومن سموه تعلمنا الدقة في إنجاز العمل، والاهتمام بصغار المعاملات قبل كبارها، وبتفاصيل الأمور قبل عمومياتها. ومن سموه تعلمنا كيف أن تقدير الآخرين وتحفيزهم يؤتي نتائج مهمة في نطاق العمل. لقد عرفنا من سموه كيف أن الوقت حين يفنى في خدمة الوطن هو مكسب، وأن الخدمة التي نقدمها للناس شرف. وأن قادة هذه البلاد يقضون كل أعمارهم في خدمة الناس وتلمس حاجاتهم. هذا الأمير الأنيق الملهم أحب الناس فأحبوه، عرف أحوالهم وقصصهم وتاريخهم واحتياجاتهم فوصل لقلوبهم. قدم الكثير من جهده ووقته وتفكيره من أجل نماء الوطن فكانت النتائج مبهرة. أدامه الله سندًا لأبناء منطقة جازان، وحفظه، ورفع قدره، وأمده بالصحة والعافية.”
أضاف رجل الأعمال سلطان الشعفي: 'عاش أمير منطقة جازان بيننا لأكثر من 24 عامًا، حتى أصبح واحدًا من أهل الدار بحق، وقد نقل منطقتنا إلى مصاف المدن الكبرى في المملكة. لقد مرّ بعارضٍ صحيٍّ مؤخرًا ودخل المستشفى، ثم خرج وأوصي بفترة نقاهة، لكنه لم يبقَ في الرياض؛ بل عاد فورًا إلى جازان. وفي بادرة تعبّر عن شغفه وتعلّقه بالمنطقة، صار يستقبل كل ليلة في قصره الخاص نحو ثلاثين شخصًا للسلام عليه، ويقول لنا دائمًا: «لا أرتاح إلا بينكم». إنّ هذا الموقف وحده يختصر حجم التلاحم الذي بناه سموه مع أهل جازان، ويؤكد حرصه على البقاء قريبًا منهم في كل الظروف'.موقف مميز يعكس تفاعل الأمير مع الشباب
وفي موقف يعكس روح الأمير محمد بن ناصر في التواصل المباشر مع المواطنين، دخل سموه ذات مرة إلى أحد المقاهي في مدينة جيزان، حيث كان مجموعة من الشباب يتواجدون. وقد طلب الأمير منهم أن يشاركونه آراءهم ومقترحاتهم بشأن تطوير المنطقة، مستمعًا إلى احتياجاتهم ورغباتهم في تحسين الحياة اليومية للمواطنين. لم يكن اللقاء مجرد تبادل كلمات عابرة، بل كان دعوة حقيقية للاستماع إلى أفكارهم والعمل على تحقيقها.
وقد تحدث رئيس قسم الصحة العامة بمستشفى محمد بن ناصر، علي بن أحمد العامري، عن هذا الموقف قائلاً: لقد دخل الأمير محمد بن ناصر أحد كوفيهات جيزان في وقت كان الشباب فيه يتجمعون، وجلس معهم بكل تواضع. لم يكن الحديث عن الأمور البروتوكولية أو الرسمية، بل كان عن احتياجاتهم وأفكارهم. عندما استمع إليهم، دعاهم مباشرة لحضور الجلسة الأسبوعية التي يعقدها في قصره، حيث يمكنهم التحدث مباشرة عن أي قضايا يريدون مناقشتها. هذا الموقف يعكس مدى اهتمام سموه بتواصل القيادة مع فئات المجتمع كافة، وخاصة الشباب الذين هم قلب مستقبل جازان.”
هذا الموقف يبرز بوضوح التفاعل المباشر بين الأمير محمد بن ناصر وشباب المنطقة، ويعكس قدرته على بناء علاقة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، ما يعزز شعورهم بالمسؤولية تجاه تنمية منطقتهم.سادسًا: رؤية الأمير لجازان المستقبلية
إن النهج الذي يتبعه الأمير محمد بن ناصر في إدارة المنطقة، والذي يجمع بين التواصل المباشر، التنمية المدروسة، والحوكمة الرقمية، جعل من جازان نموذجًا وطنيًا في التخطيط والتنفيذ والإدارة الفعّالة.رؤية مستقبلية شاملة
يمتلك الأمير محمد بن ناصر رؤية شاملة لمستقبل جازان، تركز على تعزيز الاستدامة في كافة المجالات. من خلال المشاريع الكبرى، والتخطيط المدروس، يستهدف سموه تحويل جازان إلى مركز اقتصادي وصناعي حيوي ليس فقط على مستوى المملكة، ولكن أيضًا على المستوى الدولي. بالإضافة إلى تطوير السياحة المستدامة، وتنمية القطاع الصحي والتعليم، وخلق فرص عمل جديدة للشباب.القيادة الحقيقية
يؤمن أمير المنطقة بأن القيادة الحقيقية هي التي تستمع، تتفاعل، وتضع المواطن في قلب القرار. وهذا هو النهج الذي رسمه الأمير محمد بن ناصر، والذي من المتوقع أن يقودها إلى آفاقٍ جديدة من النجاح والابتكار في المستقبل حيث إن القيادة الحقيقية هي التي تستمع، تتفاعل، وتضع المواطن في قلب القرار. هذا هو النهج الذي رسمه الأمير محمد بن ناصر لجازان، والذي من المتوقع أن يقودها إلى آفاقٍ جديدة من النجاح والابتكار في المستقبل.الخاتمة:
يظل الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود رمزًا للتنمية والتواصل الفعّال في منطقة جازان. بقيادته الحكيمة ومتابعته الدقيقة، يواصل سموه بناء مستقبل مشرق للمنطقة، مستمدًا قوته من تفاعل المواطنين وعلاقاتهم الوثيقة مع القيادة.