اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٩ أيار ٢٠٢٥
في ظل الانتشار المتسارع لفيروس إنفلونزا الطيور حول العالم، حذر علماء أمريكيون من خطر متصاعد يتمثل في تزايد إصابات القطط بالفيروس، مشيرين إلى أن هذا التطور قد يشكل ثغرة خطيرة في جهود احتواء الوباء، ويمهّد لاحتمال ظهور جائحة بشرية مستقبلًا.
جاء هذا التحذير ضمن دراسة حديثة أعدّها باحثون من جامعة ماريلاند الأمريكية، ونشرت في مجلة 'أوبن فوروم إنفكشيس ديزيزيس'، حيث سلطت الضوء على ما وصفه العلماء بـ'النقص الحاد في أنظمة الرصد الخاصة بالقطط المصابة بسلالة H5N1″، وهي السلالة الأشد فتكاً من الفيروس.
ووفق الدراسة، فإن القطط المصابة بالفيروس غالبًا ما تمر دون تشخيص أو متابعة، وهو ما يُضعف من قدرة الجهات الصحية على تقييم الخطر بشكل دقيق.
وتقول الدكتورة كريستين كولمان، المتخصصة في الأمراض المعدية، إن 'لدينا أدلة كافية على أن إنفلونزا الطيور مميتة للقطط، لكننا نجهل الحجم الفعلي للانتشار، ما يحد من فهمنا لمخاطر انتقاله إلى الإنسان'.
ويأتي هذا القلق في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة موجة تفشٍ غير مسبوقة لإنفلونزا الطيور، أثرت بشدة على قطاعات الدواجن ومنتجات الألبان، في ظل انتشار صامت للفيروس بين الأبقار والقطط على حد سواء.
وبحسب مراجعة بحثية شاملة أجريت بين عامي 2004 و2024، تم توثيق 607 حالة إصابة مؤكدة بإنفلونزا الطيور بين القطط في 18 دولة، بينها قطط منزلية ونمور في حدائق الحيوان، وسُجّلت 302 حالة وفاة، معظمها ناتجة عن السلالة الفرعية 2.3.4.4b، التي تصل نسبة الوفيات فيها إلى 90%.
ويؤكد الباحثون أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير، في ظل ضعف عمليات الفحص والرصد المنهجي، خاصة في البيئات التي تشهد احتكاكًا مستمرًا بين القطط والحيوانات المصابة، مثل المزارع.
ورغم عدم تسجيل حالات موثقة لانتقال فيروس H5N1 من القطط إلى البشر حتى الآن، إلا أن الباحثين استشهدوا بحادثة وقعت عام 2016 في نيويورك، عندما أدى انتشار الفيروس بين قطط أحد الملاجئ إلى إصابة أحد العاملين فيه.
كما حذروا من أن تحوّر الفيروس ليصبح قادرًا على الانتقال بين البشر يظل احتمالاً قائماً ومثيراً للقلق، خاصة في ظل استمرار تداخل البيئات بين البشر والحيوانات الأليفة والبرية.
حددت الدراسة عدداً من الفئات المعرضة لخطر الإصابة، أبرزها العاملون في مزارع تربية القطط، الأطباء البيطريون، موظفو حدائق الحيوان، متطوعو ملاجئ الحيوانات، وأصحاب القطط التي تتنقل في الهواء الطلق.
وأوصى الباحثون بجملة من الإجراءات الوقائية، من بينها:
إبقاء القطط داخل المنازل، تجنّب إطعامها لحوماً نيئة، الحذر من استهلاك الحليب غير المبستر، الحد من احتكاكها بالحيوانات الأخرى.
كما دعت الدراسة إلى تعزيز أنظمة الترصد البيطري، وإجراء دراسات ميدانية لتقييم مدى انتشار الفيروس بين القطط، خاصة في المناطق الريفية والمزارع التي تُعد بيئة خصبة لتفشي العدوى
يحذر العلماء من أن تجاهل هذا المسار قد يُقوّض الجهود العالمية لاحتواء إنفلونزا الطيور، ويمنح الفيروس فرصة ثمينة للتطور، بما يهدد بتحوله إلى جائحة بشرية يصعب السيطرة عليها في المستقبل.