اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
تخيل أن شيئًا ما يتحرك بسرعة تقترب من سرعة الضوء. أغلبنا، بفضل آينشتاين، يعتقد أنه سيبدو 'مضغوطًا' أو 'مسطحًا'. لكن ماذا لو قلنا لك إن ما ستراه عيناك أو تلتقطه الكاميرا هو شيء مختلف تمامًا؟
لأول مرة، نجح علماء في تصوير هذا المشهد الغريب، ليثبتوا أن الأجسام فائقة السرعة تبدو وكأنها 'تدور' في وهم بصري مذهل.
لغز فيزيائي: هل أخطأ آينشتاين؟
لا، لم يخطئ آينشتاين. نظريته الشهيرة (النسبية الخاصة) صحيحة تمامًا: فالجسم الذي يتحرك بسرعة هائلة ينكمش بالفعل فيزيائيًا في اتجاه حركته. هذا هو الواقع المادي.
لكن في عام 1959، أشار عالمان، هما روجر بنروز وجيمس تيريل، إلى نقطة عبقرية: ما يحدث في الواقع شيء، وما نراه نحن شيء آخر. وهذا هو أصل اللغز.
السر في 'زمن وصول الضوء'
لفهم الأمر ببساطة، تخيل سيارة سباق تتجه نحوك بسرعة خيالية. الضوء المنعكس من مقدمة السيارة سيصل إلى عينيك أسرع قليلًا من الضوء المنعكس من مؤخرتها.
عندما تلتقط الكاميرا صورة في لحظة واحدة، فإنها تجمع الضوء الذي وصل إليها في تلك اللحظة بالضبط. وبسبب هذا الفارق الزمني الضئيل، فإن الصورة التي تتكون لدينا لا تظهر السيارة 'منكمشة'، بل تبدو وكأنها 'استدارت' قليلًا، بحيث نرى أجزاءً من جانبها لم يكن من المفترض أن نراها. إنه ليس دورانًا حقيقيًا، بل خدعة بصرية سببها سرعة الضوء نفسها.
خدعة معملية ذكية لتصوير المستحيل
كانت المشكلة دائمًا أنه لا يمكننا تسريع جسم حقيقي (مثل مكعب) إلى سرعة الضوء. لذا، لجأ الفريق العلمي في فيينا إلى حيلة بارعة:
– أحضروا مكعبًا وثبتوه في مكانه.
– أطلقوا عليه ومضة ليزر سريعة جدًا، والتقطوا صورة لجزء صغير جدًا من الضوء المنعكس عنه (كأنهم يصورون 'شريحة' رقيقة من المشهد).
– بعد ذلك، حركوا المكعب مسافة صغيرة جدًا.
– كرروا العملية مرارًا وتكرارًا.
في النهاية، جمعوا كل هذه 'الشرائح' المصورة معًا في صورة واحدة.
النتيجة؟ صورة تبدو تمامًا كما لو كان المكعب يتحرك بسرعة 99.9% من سرعة الضوء، على الرغم من أنه لم يتحرك بسرعة على الإطلاق!
ماذا يعني كل هذا؟
هذه التجربة المدهشة لا تثبت خطأ آينشتاين، بل على العكس، هي تؤكد أن عالمه أكثر غرابة مما نتخيل. إنها تعلمنا درسًا مهمًا: هناك فرق بين الحقيقة الفيزيائية المجردة (الجسم ينكمش)، وبين ما يمكننا رؤيته أو تسجيله بصريًا (الجسم يبدو وكأنه يدور). وبفضل هذه التجربة، لم يعد هذا اللغز مجرد معادلات على الورق، بل أصبح حقيقة مرئية يمكننا جميعًا فهمها.










































