اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في جامعة هارفارد أن التعرض لدخان حرائق الغابات يُحدث تغييرات عميقة في الجهاز المناعي على المستوى الخلوي، حتى بين الأفراد الأصحاء الذين لا يعانون من أمراض مزمنة.
وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي توثق بشكل دقيق التأثيرات البيولوجية لدخان الحرائق، مسلطة الضوء على آليات مناعية معقدة تتضرر بفعل استنشاق هذا النوع من التلوث.
وأوضح الباحثون أن دخان الحرائق يحتوي على مزيج مقلق من الجسيمات الدقيقة، والغازات السامة، والمعادن الثقيلة، والمواد الكيميائية الصناعية مثل مركبات PFAS، إلى جانب مركبات مسرطنة معروفة، وهو ما يجعل منه خطراً صحياً متعدّد الأوجه.
وشملت الدراسة تحليلاً لعينات دم من 60 بالغاً، نصفهم تعرضوا مؤخراً لدخان الحرائق (من بينهم رجال إطفاء ومدنيون)، والنصف الآخر لم يتعرض له، مع الحرص على تماثل المجموعتين من حيث العمر والجنس والخلفية الصحية.
ووفقاً للنتائج التي نُشرت بعد استخدام تقنيات تحليل دقيقة على مستوى الخلية، تم رصد التغيرات التالية لدى المتعرضين للدخان:
زيادة ملحوظة في خلايا الذاكرة التائية CD8+، المسؤولة عن الاستجابة المناعية طويلة الأمد.
ارتفاع في مؤشرات الالتهاب داخل الخلايا المناعية.
تغيّرات في التعبير الجيني طالت 133 جيناً على صلة بالحساسية والربو.
ترابط أكبر بين الخلايا المناعية ومعادن سامة مثل الزئبق والكادميوم.
وأشارت الدكتورة كاري نادو، المعدّة الرئيسية للدراسة ورئيسة قسم الصحة البيئية في كلية 'تي إتش تشان' بجامعة هارفارد، إلى أن هذه النتائج تُعد خطوة متقدمة في فهم الأثر البيولوجي للتعرض للدخان.
وأضافت: 'كنا نعلم سابقاً أن للدخان آثاراً على القلب والرئتين والجهاز العصبي، لكن هذه الدراسة توضح لأول مرة كيف يتداخل مع الجهاز المناعي'.
من جانبها، أكدت الباحثة المشاركة ماري جونسون أن فهم هذه التغيرات المبكرة قد يفتح المجال لتطوير تدخلات وقائية وعلاجات موجهة للحد من التأثيرات الصحية للملوثات البيئية.
وتحمل نتائج الدراسة، بحسب الفريق البحثي، أهمية كبرى في إعادة النظر في السياسات الصحية والبيئية المتعلقة بمستويات التعرض الآمن لدخان الحرائق، وتدعم الحاجة إلى رفع الوعي المجتمعي بوسائل الوقاية خلال فترات اشتداد حرائق الغابات.