اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
مع اقتراب موسم ورد الطائف من نهايته، يختتم المزارعون موسمهم الأغلى بمزيج من الفخر والتحدي، بعدما واجهوا هذا العام تقلبات مناخية أثرت على جودة الحصاد وكمّيته، رغم استمرار الطلب المتزايد على الزيت المستخلص من الورد، والذي يُعد من بين الأثمن عالميًا.
ويُعد موسم الورد الطائفي من أبرز الفعاليات الزراعية والسياحية في المنطقة، إذ تتحول المرتفعات والحقول المدرّجة في الهدا والشفا والطائف إلى لوحات وردية آسرة تعبق بروائح فواحة، معلنة قدوم الربيع وموسم القطاف.
قطرة من ذهب.. ولكن الطقس لا يرحم
في ختام الموسم، يسابق المزارعون الزمن لقطف آخر الزهور، فيما تعمل مصانع التقطير على استخراج آخر القطرات من زيت الورد الثمين، حيث تتطلب الزجاجة الواحدة ما يقارب 12 ألف وردة، وقد ارتفع سعرها هذا العام إلى 1800 ريال (نحو 480 دولارًا)، بزيادة 600 ريال عن العام الماضي.
ورغم مكانة ورد الطائف التي بقيت صامدة، فإن الطقس الماطر خلال الفترة الحرجة من 'البيات الطبيعي' للنبتة تسبب في تقليص موسم التزهير وأضعف الإنتاج، بحسب ما أكده المزارع عبدالله الطالحي، مدير 'مزرعة مصاطب الورد الطائفي' الواقعة بين الجبال الشاهقة.
وقال الطالحي: 'الورد بالنسبة لنا مثل الذهب، لكن حين يهطل المطر في الوقت الخاطئ، تكون الخسائر مضاعفة'.
وأضاف: 'دورة الورد تبدأ بالتقليم، تليها 40 يومًا تُعد مرحلة سكون حرجة تحتاج لجفاف. وإذا تخللها المطر، يختل توازن النمو، وتُجبر البراعم على التفتح مبكرًا، مما يقصر من عمر الموسم ويُضعف الكمية'.
الورد الطائفي: سفير المدينة إلى العالم
بدوره، أشار المزارع حميد السفياني، مالك إحدى أقدم مزارع الورد في الشفا، إلى المكانة المتصاعدة التي يحظى بها زيت ورد الطائف في الأسواق العالمية، قائلاً: 'الطلب على زيت ورد الطائف يزداد عامًا بعد عام، ويُستخدم في أفخم العطور العالمية ويُصدَّر إلى أوروبا ودول الخليج'.
وتابع السفياني: 'اسم ’الطائف‘ بات مرادفًا للورد في المعارض والمحافل الدولية. لقد شاركت بنفسي في فعاليات خارجية وشهدت كيف يتعرف الناس على المدينة من عبق زهورها'.
وأشار إلى أن هذه السمعة لم تتكوّن في ليلة وضحاها، بل هي ثمرة جهود متواصلة من المزارعين، مدعومة بمساندة عدد من الجهات المعنية، مؤكدًا أن الحفاظ على هذه المكانة يتطلب تطوير أساليب التقطير والحفظ والتسويق، إلى جانب دعم حكومي أكبر يوازي الأهمية الاقتصادية والثقافية للورد الطائفي.
التحديات المناخية تهدد التراث العطِر
تُظهر هذه التجربة الموسمية أن الزراعة التقليدية، خاصة في منتجات حساسة كورد الطائف، أصبحت أكثر عرضة للتقلبات المناخية، ما يستوجب تحركًا من الجهات المختصة لدعم هذا القطاع المهم، ليس فقط كمصدر اقتصادي، بل كرمز للهوية الثقافية لمنطقة الطائف، وفقا لعرب نيوز.