اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٦ نيسان ٢٠٢٥
شهدت منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية مؤخرًا رصد القنفذ الصحراوي (Paraechinus aethiopicus) في عدد من مواقعها البرية، وسط مؤشرات على ازدهار الحياة الفطرية نتيجة لتوسّع الغطاء النباتي وتطبيق الأنظمة البيئية الفعالة.
وتُعد الحدود الشمالية من أغنى مناطق المملكة بالتنوع الأحيائي، بفضل مساحتها الشاسعة وتنوع تضاريسها، مما أسهم في نشوء منظومة بيئية متكاملة تمثل الكائنات البرية أحد أبرز ملامحها لدورها الحيوي في حفظ التوازن البيئي.
وأوضح عضو جمعية أمان البيئية، عدنان الرمضون، أن القنفذ الصحراوي يُعد من أصغر أنواع القنافذ المعروفة، حيث يتراوح طوله بين 14 و28 سنتيمترًا، بينما يزن ما بين 250 و500 جرام. ويتميّز القنفذ بظهر مغطى بالأشواك الحادة التي يستخدمها درعًا دفاعيًا ضد المفترسات، إلى جانب أنفه الأسود ومنطقة خالية من الشعر أعلى عينيه.
وبيّن الرمضون أن هذا النوع من القنافذ يتبع نظامًا غذائيًا متنوعًا يشمل الحشرات والعقارب والثعابين الصغيرة، ويواجه تهديدات محدودة من الأعداء الطبيعيين، أبرزها النسر المصري (الرخمة)، الذي يعتمد على تقنية حمله إلى ارتفاعات عالية ثم إسقاطه لكسر درعه الشوكي.
وأشار إلى أن القنفذ الصحراوي يدخل في حالة سبات شتوي خلال فصل البرد، ويُعتقد أنه الحيوان اللبون الوحيد في المملكة الذي يمر بهذه الظاهرة. كما يعيش القنفذ الصحراوي حياة فردية، حيث يلتقي الذكر بالأنثى فقط خلال فصل الربيع من أجل التزاوج، وتضع الأنثى بعد حمل يمتد ما بين 30 و40 يومًا ما يصل إلى ستة صغار، تولد عمياء ومغطاة بأشواك ناعمة، فيما تستمر الأم في إرضاع صغارها لمدة أربعين يومًا.
ورغم محدودية أعداده، لا يُصنّف القنفذ الصحراوي حاليًا ضمن الكائنات المهددة بالانقراض، بل تشير الدراسات إلى أن أعداده تشهد ارتفاعًا تدريجيًا، مدعومًا بتوسيع نطاق المحميات الطبيعية وتعزيز برامج حماية الحياة الفطرية ضمن جهود المملكة في صون بيئاتها الطبيعية.