اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة مكة
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
مكة رفحاء
تجسد حرفة سف الخوص واحدة من أبرز الحرف التقليدية التي ارتبطت بحياة الإنسان القديم، وأسهمت في تلبية احتياجاته اليومية من خلال تحويل سعف النخيل إلى أدوات عملية تستخدم في مختلف تفاصيل الحياة، وشكلت هذه الحرفة إرثا متوارثا يعكس مهارة الصانع وعمق الارتباط بالبيئة المحلية.
وتبدأ عملية سف الخوص بجمع سعف النخيل وفرزه بعناية لاختيار الجيد منه، ثم نقعه في الماء لتليينه وتخفيف خشونته، ليعاد تشكيله وفق التصميم المطلوب، ومن خلال هذه الخطوات الدقيقة، تصنع السلال والأوعية والحصر وأدوات التخزين وغيرها من المنتجات التي كانت تشكل جزءا أساسيا من حياة الأهالي قديما.
ولا تزال هذه الحرفة تحظى باهتمام واسع في المجتمع السعودي، بصفتها جسرا يربط الجيل الجديد بتراثه الأصيل، ووسيلة لنقل المهارات والقيم المتجذرة من جيل لآخر عبر برامج وأنشطة تفاعلية تستهدف حماية هذا الموروث وصونه، وأثبتت الفعاليات التراثية والمناسبات الوطنية حضورا لافتا لهذه المهنة، إذ تكشف رغبة الشباب في التعرف على تفاصيل الماضي والاحتفاء به كونه جزءا من الهوية الثقافية للمجتمع.
وتعد المملكة العربية السعودية من أبرز الدول المحافظة على صناعة الخوص، نظرا لانتشار النخيل وارتباط هذه الحرفة ببيئة المكان منذ القدم، لتظل حرفة «سف الخوص» اليوم شاهدا حيا على تاريخ طويل من الإبداع الشعبي، وعنصرا مهما في رسم ملامح الحياة القديمة التي ما زالت حاضرة في ذاكرة الأجيال.










































