اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
في خطوة مفاجئة تعكس تحوّلًا استراتيجيًا في سياسة سلسلة الإمداد العالمية، أعلنت شركة أبل عن استثمار يتجاوز نصف مليار دولار في تطوير منجم نادر في عمق صحراء موهافي بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وذلك لضمان الوصول المستدام إلى معادن حيوية تُستخدم في صناعة التكنولوجيا النظيفة.
وتعد هذه المرة الأولى التي تدخل فيها أبل بشكل مباشر في تمويل عمليات التعدين داخل الولايات المتحدة، في ظل تزايد الضغوط الغربية لفك الاعتماد على الصين كمصدر أساسي للعناصر الأرضية النادرة، والتي تُستخدم في تصنيع الهواتف الذكية، والبطاريات، والسيارات الكهربائية، والتوربينات الهوائية.
المنجم، الذي تديره شركة MP Materials، يُعد الموقع الوحيد في أمريكا لإنتاج عناصر الأرض النادرة، ويقع في منطقة 'ماونتن باس' القاحلة. وتهدف أبل من هذا الاستثمار إلى تأمين إمدادات مستقرة من مادة 'النيوديميوم' المستخدمة في تصنيع مكونات مغناطيسية فائقة القوة تدخل في أجهزة آيفون وآيباد وسماعات AirPods.
وقالت أبل إن المشروع سيوفر مئات الوظائف المحلية، ويُعد جزءًا من خطة أشمل لتقليل البصمة الكربونية وتعزيز سلاسل التوريد المحلية في قطاع التكنولوجيا النظيفة.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة MP Materials، جيم ليتينسكي، أن الشراكة مع أبل تمثل لحظة فارقة في مساعي الولايات المتحدة لاستعادة ريادتها في مجال المعادن النادرة، بعد عقود من الاعتماد شبه الكامل على الواردات.
ويأتي هذا الاستثمار في وقت تصاعدت فيه التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وزادت فيه المخاوف من استخدام الصين للمعادن النادرة كسلاح اقتصادي. وتسيطر الصين حاليًا على نحو 90% من إنتاج هذه المواد عالميًا.
ويرى خبراء أن خطوة أبل قد تُلهم شركات تكنولوجيا أخرى لتحذو حذوها، ما يُسرّع عملية إعادة تشكيل سلاسل الإمداد العالمية، ويعزز استقلالية الغرب في مجال تصنيع الأجهزة عالية التقنية والمعتمدة على المعادن الحيوية.