اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢١ حزيران ٢٠٢٥
في اليوم العالمي للمرأة في الدبلوماسية 2025، تتقدّم المرأة السعودية الصفوف بثبات، لا كشريكة في الإنجاز فحسب، بل كصانعة لأبعاد جديدة في العلاقات الدولية. نشأت في بيئات المملكة الغنية بتنوعها الثقافي—من الشرقية الى الغربية، ومن الشمال إلى الجنوب تقاطعا مع وسط نجد— حملت معها إرثًا متعدد الوجوه، وصاغته بلغة تفاهم تُخاطب العالم مرتكزة على جذورها وهويتها.
في ضوء التحول الاستراتيجي الذي تقوده رؤية 2030، لم يعد تمكين المرأة في الدبلوماسية خيارًا، بل ضرورة وطنية تُجسّدها السياسات وتترجمها الكفاءات النسائية على أرض الواقع. اليوم، تجد المرأة السعودية نفسها أمام فرص غير مسبوقة في تمثيل بلدها، وفي الوقت ذاته، أمام تحديات تتطلب نضجًا قياديًا ومقاربة مؤسسية متزنة.
كما تبرز الحاجة إلى توسيع نطاق التجربة الميدانية للكوادر النسائية في المحاور الجيوسياسية المتنوعة، من خلال إشراكهن في الملفات التفاوضية ذات الطبيعة المتغيرة والمتعددة الأبعاد، بما يعزز من جاهزيتهن لمتطلبات العمل الدبلوماسي الحديث.
علاوة على ذلك، يظل الاستثمار المستمر في التطوير المهني وتعزيز حضور المرأة في شبكات العلاقات الدولية ضرورةً للحفاظ على استدامة الأداء، خاصة في سياق بيئة دولية ديناميكية تتطلب قدرة عالية على التكيّف، والتعامل مع التغيرات المفاجئة، ومهارات إدارة التعقيد السياسي والثقافي.
تجاوز أي تحديات لا يُعد مؤشراً على وجود خلل، بل دلالة على نضج المرحلة التي تتطلب من الجهات ذات العلاقة، مواصلة بناء بيئة تمكينية مرنة وواقعية، تحفّز الكفاءات النسائية على بلوغ أقصى إمكاناتها، دون أن تفرّط في مهنية الأداء أو تُجامل على حساب الجودة.
وما يميّز المرأة السعودية أنها تتقدّم بثقة دون صخب، وتبني جسور التفاهم دون تنازل، ولأنها عرفت التحدي منذ الطفولة، فهي تدرك أن الحضور الحقيقي لا يُقاس بعدد المقاعد، بل بمدى التأثير.
ومع تنامي البنية الدبلوماسية للمملكة وتوسّع نطاق حضورها الدولي، يُتوقع أن تتبوأ السعوديات مناصب أرفع، وتُسهمن في صناعة قرارات دولية تنطلق من القيم السعودية: السلام، العدالة، والاحترام المتبادل. إنها ليست مشاركة رمزية، بل استثمار استراتيجي في نصف المجتمع، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من مستقبل الوطن السياسي.
يظل الاستثمار المستمر في التطوير المهني وتعزيز حضور المرأة في شبكات العلاقات الدولية ضرورةً للحفاظ على استدامة الأداء، خاصة في سياق بيئة دولية ديناميكية تتطلب قدرة عالية على التكيّف، والتعامل مع التغيرات المفاجئة، ومهارات إدارة التعقيد السياسي والثقافي.
نوره الشعبان عضو سابق لمجلس الشورى