اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة البلاد
نشر بتاريخ: ٥ حزيران ٢٠٢٥
البلاد – منى
وسط منظومة متكاملة من الخدمات، توافد حجاج بيت الله الحرام أمس (الأربعاء)، إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية؛ اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والإيمان، وتجهيزات أمنية وخدمية متكاملة وفّرتها الجهات المعنية، بما يعكس أعلى درجات الجاهزية؛ لاستقبال هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.
وشهدت طرق مكة المؤدية إلى منى حركة نشطة منذ ساعات الفجر الأولى، حيث توافد الحجاج مشيًا على الأقدام، أو عبر أكثر من 8,000 حافلة مخصصة لنقلهم إلى مخيماتهم في المشعر. وجرى تنظيم تنقلاتهم بدقة عالية عبر خطط مرورية انسيابية، ساهمت في تسهيل الحركة دون ازدحام أو تأخير.
وفي إطار التخفيف من آثار الحرارة، فعّلت الجهات الخدمية منظومات الرذاذ المائي لتبريد المسارات المخصصة للمشاة؛ ما أضفى مزيدًا من الراحة على ضيوف الرحمن. كما انتشرت الفرق الأمنية والطبية والخدمية في مختلف أرجاء المشعر لمرافقة الحجاج وتقديم الدعم اللازم.
يأتي هذا التنظيم تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بتوفير أقصى درجات العناية والرعاية لضيوف الرحمن، وضمان أداء مناسكهم بكل يُسر وسكينة. وقد سخّرت جميع القطاعات الحكومية المعنية طاقاتها لتطبيق الخطط التشغيلية الخاصة بموسم الحج هذا العام.
وأكدت الجهات الرسمية أن الاستعدادات شملت توفير الخدمات الأمنية، والرعاية الصحية، والإمدادات التموينية، ووسائل النقل، إلى جانب تسخير التقنية الحديثة؛ لضمان التواصل السلس بين الجهات الخدمية، وتنظيم الحشود بكفاءة.
ويُعد مشعر منى أحد المشاعر المقدسة، يقع على بُعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، ويُحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية. وهو من حدود الحرم، ولا يُسكن إلا خلال أيام الحج.
ويشتهر منى بمعالم تاريخية ودينية؛ أبرزها الجمرات الثلاث (الجمرة الصغرى، الجمرة الوسطى، وجمرة العقبة)، التي تُرمى خلال أيام التشريق، وكذلك مسجد الخيف الذي يُعد من أهم المعالم الدينية في المشعر، وسُمي بذلك لوقوعه على سفح الجبل، حيث يجتمع الانحدار عن الجبل مع الارتفاع عن مسيل الوادي.
ويمكث الحجاج في منى حتى فجر اليوم، ثم يتوجهون إلى عرفات للوقفة الكبرى، أعظم أركان الحج، ثم ينفرون إلى مزدلفة للمبيت هناك، قبل العودة إلى منى لقضاء أيام التشريق، ورمي الجمرات الثلاث، وذلك حتى اليوم الثالث عشر لمن لم يتعجل.
يأتي هذا المشهد الإيماني سنويًا ليجسّد وحدة المسلمين، وتفرغهم للعبادة في أعظم شعيرة دينية، وسط رعاية واهتمام بالغ من القيادة السعودية، التي تواصل جهودها الكبيرة في تيسير أداء المناسك في بيئة آمنة ومنظمة وروحانية عالية.