اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٢ أيلول ٢٠٢٥
الرياض - فهد اللويحق
في لوحة وطنية تجسد الشجاعة والإقدام، أعادت وزارة الدفاع عبر فيلم قصير بثته بمناسبة اليوم الوطني، تفاصيل واحدة من أصعب وأسرع عمليات الإنقاذ القتالي التي نفذت يوم 7 يناير 2018، عندما سقطت طائرة مقاتلة خلف خطوط العدو، فهبّ الأبطال لإنقاذ زملائهم بلا تردد.
بداية القصة كانت مع حلول الساعة 5:47 مساءً، جاء البلاغ العاجل بسقوط الطائرة. لم تمضِ سوى لحظات حتى كانت صافرات الإنذار تدوي، لتتحرك المنظومة كاملة: طائرات مقاتلة، طائرات إسناد وتموين بالوقود، طائرات رادار، ومراكز عمليات مشتركة، وصولًا إلى القيادات العليا. الكل كان يسابق الزمن، والهدف واحد: إنقاذ الطيارين.
يروي أحد المشاركين: “الموت والحياة تساوي عندك في تلك اللحظة.. المهم أنك تروح تجيب زميلك بدون نقاش”. كانت التضاريس وعرة، والعدو متأهب، لكن التصميم أقوى. انطلقت ثلاث مروحيات إلى قلب الخطر، بينما الطائرات المقاتلة تفتح الطريق وتحيّد التهديدات.
عثر على الطيار الأول مصابًا إصابة بليغة، فنقل بسرعة وسط حماية جوية دقيقة. أما الطيار الثاني فكان محاصرًا بين الجبال وعلى مقربة من قوات العدو. هنا نزلت القوات الخاصة بالونش وسط أرض العدو، واندلع اشتباك قصير لتأمين المنطقة، قبل أن يسحب الطيار بعملية أشبه بالمعجزة.
رغم صعوبة التضاريس واشتداد المخاطر، انتهت المهمة خلال 21 دقيقة فقط، في زمن يعد من الأسرع عالميًا في مهام البحث والإنقاذ القتالي. لحظة دوّت في سماء البطولة، ورسخت حقيقة أن أبناء الوطن لا يتركون رفاقهم خلفهم أبدًا.
إعادة عرض هذه القصة البطولية لم يكن مجرد استذكار لموقف عسكري، بل رسالة وطنية عميقة: أن المملكة في يومها الوطني تحتفي برجالها الذين يقفون سدًا منيعًا، يضحون بأرواحهم ليبقى الوطن آمنًا عزيزًا.