كيف يطور الذكاء الاصطناعي الإعلام؟

عبدالله مغرم

تأثير الذكاء الاصطناعي على إنشاء المحتوى ضخم. وفقًا لتقرير حديث صادر عن معهد بوينتر، زاد المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، خاصة في المجالات القائمة على البيانات مثل التقارير الرياضية والأخبار المالية بنسبة 20 % في العامين الماضيين. تؤكد هذه الزيادة على دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإنتاجية وتمكين الصحفيين والمبدعين من التركيز على المقالات الاستقصائية غير التقليدية والتي تتطلب مزيداً من الجهد.

يؤدي خيار تخصيص المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى إحداث تجربة غير مسبوقة. ومن أبرز الأمثلة نظام التخصيص الخاص بنتفليكس حيث يحقق النظام مبلغ حوالي مليار دولار سنويًا ناجم من الاحتفاظ بالعملاء. يسلط هذا الرقم الضخم الضوء على الدور الحاسم للذكاء الاصطناعي في فهم تفضيلات المشاهدين والتنبؤ بها، مما يضمن تفاعل المستخدمين مع المحتوى وانتشاره والأهم من كل ذلك المحافظة على العملاء.

شهدت عملية التحرير والإنتاج قفزات كبيرة في الكفاءة بفضل الذكاء الاصطناعي. يمكن لبرامج انتاج الفيديو عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تحقق نتائج واعدة في تقليل الوقت المستغرق في الإنتاج. بحسب دراسة أعدتها شركة أدوبي انخفاض الوقت المستغرق في الإنتاج بنسبة تصل إلى 3 0%، وهذا لا يسرع الإنتاج فحسب، بل يسمح أيضًا بإعادة تخصيص الموارد للمساعي الإبداعية والاستراتيجية بشكل أكبر وأفضل وأسرع.

ومن الأمثلة الأخرى على دور الذكاء الاصطناعي في تخفيض تكاليف الإنتاج الإعلامي طورت وكالة الأنباء العالمية رويترز أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنتاج المحتوى المرئي الفيديو، مما قلل بشكل كبير من الوقت والتكلفة المرتبطة بإنتاج وترجمات ونصوص الفيديو بنسبة 50 % وتسريع وقت إنتاج محتوى، مما سمح لرويترز بتخصيص الموارد بشكل أكثر كفاءة وتعزيز قدرتها التنافسية في نشر الأخبار.

إن دور الذكاء الاصطناعي في تحسين توزيع المحتوى هام وحاسم. ومن الأمثلة على ذلك صحيفة نيويورك تايمز والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات القراء لتحديد التوقيت الأمثل والمنصة الأنسب لنشر المحتوى. وقد أدت هذه الاستراتيجية إلى زيادة ملحوظة في عدد القراء مما يدل على قدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز انتشار المحتوى وتأثيره.

ختاماً بينما يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل صناعة الإعلام، فإنه يقدم مجموعة ضخمة من الفرص والتحديات، تتجلى أهميتها في قدرتها على تعزيز انتشار المحتوى بينما تكمن التحديات في اختبار تقنيات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية. وبينما نقف على أعتاب هذه المرحلة الجديدة، فمن الواضح أن مستقبل تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام سيكون أكثر تخصيصًا وكفاءة، مما يعد بفصل جديد للمبدعين والمشاهدين على حدٍ سواء.