اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة البلاد
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
في مجتمعات يُشار إليها بالبنان كرموز للرفاهية والتقدم، يختبئ خلف الصور المبهرجة واللامعة واقعٌ اجتماعي صامت؛ يُعرف بـ”الفقر الخفي”، ذلك الفقر الذي يُدارى بوفرة خادعة تصون الكرامة على هامش السعة، وتُغطّيه مظاهر زائفة ومترفة، خوفًا من الوقوع تحت نظرات الشفقة والسعي الدائم للفرار منها.
فهذا النوع من الفقر لا يُقاس بقلّة المال، ولا بسوء المظهر، أو بعدم توفر المأوى، بل يظهر جليًا في تفاصيل الإنفاق اليومي، وفي الأزمات المالية، وفي دفاتر الديون المتراكمة، رغم إحاطة أصحابه بمظاهر الوفرة.
إن التحدي في كشف هذا النوع من الفقر يكمن في عجز الأفراد المتأثرين به عن التصريح بمعاناتهم أو طلب المساعدة؛ خشية التعرض لما يُعرف بـ”العار الاجتماعي”، وهو ما يؤدي إلى تفاقم معاناتهم. وفي الواقع، يسهم هذا الصمت في إرباك الإحصاءات الدقيقة للمجتمعات التي تتعامل مع الفقر؛ بوصفه قضية إنسانية، ما يعيق فهم أبعاده الحقيقية ويحول دون وضع حلول فعالة له.