اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ١ حزيران ٢٠٢٥
خالد الربيش
لطالما اهتمت المملكة بقطاع الرياضة، واعتبرته جزءاً أصيلاً من ثقافة المجتمع، ما دفعها إلى توفير بيئة مناسبة له، يحقق فيها أهدافاً عدة، على رأسها إيجاد جيل من الرياضيين القادرين على رفع راية المملكة عالياً في المحافل الرياضية الإقليمية والعالمية، وتواصل الاهتمام الرسمي بالقطاع إلى أن بلغ ذروته في رؤية 2030 التي أحدثت تحوّلًا جذريًا في الرياضة الوطنية، واعتبرت تطويرها أولوية إستراتيجية، وجزءاً لا يتجزأ من برامج جودة الحياة.
وتحظى الرياضة السعودية باهتمام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي قدم لها دعماً معنوياً استثنائياً، بحضوره نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - المباراة النهائية على كأس الملك، بين فريقي الاتحاد والقادسية، في مشهد مهيب، عكس اهتمام البلاد بقطاع الرياضة، باعتباره أحد أركان القوة الناعمة، التي تصدر للعالم صورة باهرة ومشرقة للمملكة، تظهر ما تتمتع به من إمكانات ومواهب رياضية.
وتحت مظلة الرؤية، يرتكز الاهتمام بالرياضة السعودية، على تعزيز برامج الاستثمار، بهدف تحويل الممارسات الرياضية إلى مسارات ذات عائد اقتصادي، يسهم في تحقيق قيمة مضافة إلى الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يفسر ضخ استثمارات ضخمة في القطاع، وتدعيم الأندية بمجموعة من ألمع اللاعبين والمدربين عالمياً، الأمر الذي جعل المنافسات الرياضية الوطنية محل اهتمام العالم، وحتى تضمن المملكة تحقيق استدامة العائد من النشاط الرياضي، عملت على تطوير الأنظمة، وتكليف وزارة الرياضة بمهام محددة، بعد توسيع صلاحياتها، يضاف إلى ذلك، النهوض بمقومات القطاع، وتوسيع قاعدة الممارسين للرياضة.
لم يقتصر تحديث الرياضة السعودية، تحت مظلة الرؤية، على الترفيه، أو المنافسة فقط، بل يمتد لتشمل تمكين المرأة، وتوسيع قاعدة مشاركتها في الأنشطة الرياضية، وبناء منظومة احترافية لرعاية الموهوبين، بما يضمن للمملكة أن تكون لاعبًا محوريًا في صناعة الرياضة إقليميًا وعالميًا، ولأن الجهد المبذول لتطوير القطاع الرياضي السعودي كبير ونوعي، كان لهذا الأمر ثماره اليانعة، التي تجسدت في ارتفاع عدد الأندية المحلية من تسعة أندية في عام 2019، إلى 128 نادياً في العام 2024، كما ارتفع عدد الاتحادات الرياضية من 32 اتحادًا في 2015 إلى 97 اتحادًا بنهاية عام 2024.
واليوم، يبشر المشهد الرياضي السعودي، بازدهاره محلياً ودولياً، خاصة بعد تتويج الجهود المبذولة في تطويره، باستضافة المملكة لمونديال كأس العالم في العام 2034، ما يؤكد نجاح رؤية 2030 في تحقيق تطلعات ولاة الأمر، بأن يكون للمملكة قطاع رياضي نموذجي، لا يقل شأناً من القطاعات المماثلة في الدول المتقدمة.