الإرث الموسيقي ينقل جزءًا من روح مصر إلى الرياض

تتميز مصر بإرث موسيقي عريق يعكس تنوع ثقافاتها وجغرافيتها؛ ففي شمال مصر تتألّق الموسيقى الفلاحية التي تستخدم آلات كالعود والناي، مصحوبة بأغاني الموال والطقطوقة، وفي الدلتا يبرز الطبل البلدي والمزمار في أجواء الأفراح الشعبية، بينما تشتهر الصعيد بمواويل الربابة والإيقاعات الحماسية التي تعبر عن عمق الروح المصرية، وفي النوبة تتألّق الإيقاعات النوبية باستخدام الطار والدفوف، بينما يزدهر التراث الموسيقي السكندري بمزيج من الموشحات والطرب الأصيل؛ هذا التنوع الموسيقي نشأ نتيجةً لتمازج الثقافات عبر العصور؛ ممّا صنع هوية موسيقية ثرية تمثّل كل أرجاء مصر.

وضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار 'انسجام عالمي، تواصل 'أيام مصر' التي فعالياتها في حديقة السويدي بالرياض لإعادة إحياء هذا التنوع الموسيقي أمام جمهور واسع من مختلف الجنسيات، وقد وفرت هذه الفعاليات منصة مثالية لاستعراض التراث الموسيقي المصري بكل ألوانه وجمالياته.

وتمازجت أصوات الربابة وألحان العود مع أغاني الموال والطبلة، في مشهد موسيقي تفاعلي جذب المصريين والمقيمين والسعوديين والزوار من مختلف الخلفيات، كما تفاعل الحضور على نغمات المزمار البلدي والرقص الشعبي، مستمتعين بعروض فنّيّة تعكس وحدة الإيقاع رغم تنوع أصوله.

ولم يكن الموسيقيون المصريون يشاركون فنونهم فقط، بل كانوا ينقلون جزءًا من روح مصر وأصالتها، في أجواء غمرتْها الألفة والحنين، وبذلك شكّلت 'أيام مصر' جسرًا حضاريًّا ممتدًّا من القاهرة إلى الرياض، مسلطًا الضوءَ على غنى التراث المصري وعالميته.

وجسّدت هذه الفعالية رؤية المملكة التي تحتفي بالتنوع الثقافي وتسعى إلى خلق مجتمع عالمي ينسجم في تنوعه، مؤكّدة أن الموسيقى ليست مجرد فنّ، بل وسيلة لربط الشعوب وتعزيز التفاهم الثقافي.