اخبار السعودية
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٤ أب ٢٠٢٤
إبراهيم شاكر - الخليج أونلاين
ماذا حدث في منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية؟
تسلمت قوات من 'درع الوطن' مهام تأمين وحماية المنفذ البري الاستراتيجي.
ما هي قوات 'درع الوطن'؟
هي قوات يمنية تشكلت مطلع 2023، بدعم من الحكومة السعودية.
يبدو أن السجال حول إدارة المنشآت والمواقع السيادية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية لم يتوقف، وآخر ذلك ما حصل في منفذ الوديعة الاستراتيجي الذي يربط اليمن بالسعودية.
وفق تقارير صحفية، فقد تسلمت وحدات من قوات تدعى 'درع الوطن' يوم الخميس، مهمة تأمين المنفذ البري الوحيد الذي لا يزال مفتوحاً أمام حركة المسافرين وجزء من البضائع بين اليمن والمملكة.
ويمثل تسلّم قوة مدعومة من السعودية، تشكلت حديثاً، بمثابة تحول جديد في مسار الأحداث التي تشهدها محافظة حضرموت، كما لا يمكن عزله عن سياق الحراك الشعبي في حضرموت المطالِب بتمكين أبناء المحافظة من إدارة مواقعهم السيادية.
تحييد المنفذ
حتى اللحظة لا يوجد إعلان رسمي حول تسلُّم قوات 'درع الوطن' المشكَّلة في يناير من العام الماضي (2023)، بقرار رئاسي، تأمين وحماية منفذ الوديعة البري، لكن وسائل إعلام يمنية، وحسابات مقربة من قيادة قوات درع الوطن، أكدت ذلك.
وفي الأنباء، تسلمت وحدات من قوات درع الوطن، ينتمي أفرادها إلى محافظة حضرموت، أغلب مواقع المنفذ، وضمن ذلك مبنى الجوازات وساحة الجمارك والبوابة الوسطى، من كتيبة تابعة للواء 141، وكذا نقاط كانت تتبع اللواء الـ23 ميكا التابع للمنطقة العسكرية الأولى.
وقال الصحفي محسن نوفان، في منشور على منصة 'فيسبوك'، إنه جرى رسمياً تسليم قوات 'درع الوطن' مهام تأمين منفذ الوديعة.
ومنذ فترة طويلة، كان المنفذ مصدر خلاف ونزاع بين الأطراف اليمنية، ومؤخراً ضغطت قبائل ومكونات حضرمية، على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، من أجل تسليم المنفذ لأبناء المحافظة، وهو ما أسفر عن هذا القرار الأخير.
وبدأ الحديث عن تسليم منفذ الوديعة لقوات درع الوطن أواخر العام 2023، ثم في مايو الماضي أشار الصحفي الجنوبي صلاح بن لغبر، إلى اتفاق لتشكيل لواء عسكري من أبناء حضرموت لتأمين المنفذ.
حراك حضرمي
ويأتي خبر تسليم منفذ الوديعة لقوات 'درع الوطن'، في الوقت الذي تعيش فيه حضرموت، التي يقع المنفذ في إطارها، حراكاً سياسياً واجتماعياً وشعبياً كبيراً، للمطالبة بتسليم المؤسسات السيادية والمنشآت وضمن ذلك المنفذ ومنشآت النفط، لأبناء المحافظة.
ويقود حلف قبائل حضرموت تحركات قبلية واسعة، للمطالبة بتنفيذ هذه المطالب، وهو الحراك الذي يرفض وجود قوات من خارج المحافظة، سواءً كانت محسوبة على الشرعية اليمنية المدعومة دولياً، أو من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
ويأتي قرار تسليم منفذ الوديعة، بعد ثلاثة أسابيع من زيارة رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي لحضرموت، وبعد تصريحات سابقة له تحدث فيها عن منح حضرموت صلاحية أوسع للحكم المحلي.
وسبق أن عارضت قيادة المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات في حضرموت، خطة نشر قوات 'درع الوطن' المدعومة من السعودية في ساحل ووادي حضرموت.
درع الوطن
تشكلت قوات درع الوطن في يناير من العام 2023 بقرار اتخذه رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، على أن تكون قوات احتياط تابعة له، وذلك في أعقاب التوتر والصدام بين القوات الموالية للمجلس الانتقالي، والقوات الموالية للحكومة اليمنية.
وتتألف قوات درع الوطن لحظة تشكيلها، من قرابة 8 ألوية، توزعت بين عدن ولحج وأبين والضالع وحضرموت، وفقاً لمركز أبعاد للدراسات والبحوث، إلى جانب شبوة، لكن يبدو أن هذه القوة قد توسعت خلال الأشهر الماضية.
وتشير التقديرات إلى أن حجم تلك القوة يبلغ قرابة 20 جندياً، ينتمون للمحافظات التي ينتشرون فيها، وهي المحافظات التي شهدت احتكاكاً بين القوات التابعة لـ'الانتقالي'، والقوات الموالية للحكومة اليمنية.
وسبق أن انتشرت وحدات من قوات درع الوطن، في بعض المناطق الواقعة على التماس مع الحوثيين في محافظتي لحج والضالع، جنوب اليمن.
وقوات درع الوطن، هي واحدة من التشكيلات العسكرية التي أسست خلال السنوات القليلة الماضية، بعيداً عن قيادة وزارة الدفاع اليمنية، والتي منها:
منفذ الوديعة
ويكسب منفذ الوديعة أهمية كبرى؛ لكونه المنفذ البري الوحيد الذي يربط اليمن بالمملكة العربية السعودية، وعبره يمر المسافرون، وكذا جزء كبير من التجارة البينية.
وفي مارس الماضي قال نائب رئيس هيئة شؤون النقل البري في اليمن سند بن ذياب، إن متوسط عدد المسافرين عبر منفذ الوديعة يتراوح بين 3 و4 آلاف مسافر، ويصل في بعض الأيام إلى 10 آلاف.
وإلى جانب المسافرين، يعبر من خلال المنفذ جزء كبير من التجارة البينية بين اليمن والمملكة، علماً بأن هناك ثلاثة منافذ أخرى مغلقة بين اليمن والسعودية إلى جانب الوديعة، وهي منافذ حرض وعلب والبقع.
ويحقق منفذ الوديعة عائدات ضخمة، ووفقاً لإحصائية رسمية فقد بلغت إيرادات المنفذ في النصف الأول من العام 2019، قرابة 23 مليار ريال يمني (920 مليون دولار)، في حين أشار تحقيق لموقع 'يمن مونيتور' في فبراير الماضي، إلى أن الفساد يلتهم أكثر من 18 مليار ريال يمني (720 مليون دولار سنوياً)، من إيرادات المنفذ.
إحلال الحضارم
ومن وجهة نظر الصحفي اليمني فتحي بن لزرق، رئيس تحرير موقع وصحيفة عدن الغد، فإن خطوة تسليم منفذ الوديعة لقوات 'درع الوطن'، يمكن تفسيره في اتجاهين الأول، أنها تأتي ضمن معالجات يسعى لها التحالف العربي بقيادة السعودية، والحكومة اليمنية، لإيجاد موضع قدم للحضارم في مناطق وادي حضرموت.
وأضاف بن لزرق في تصريح لـ'الخليج أونلاين': 'هناك شكاوى كبيرة من أبناء حضرموت، أن حضورهم قليل في مناطق الوادي، ومنفذ الوديعة، والكثير من المناطق الأخرى المتصلة بوادي حضرموت'، وهو الجزء الشمالي من حضرموت والذي يقع ضمن نطاق المنطقة العسكرية الأولى التابعة للجيش اليمني.
ولفت بن لزرق إلى أن 'قوات درع الوطن المتواجدة حالياً في مناطق وادي حضرموت، 'هي قوات حضرمية كاملة، ينتمي أفرادها لأبناء وادي حضرموت، وأبناء محافظة حضرموت بالكامل'.
وأشار إلى أن هذه الخطوة 'هي جزء من المعالجات التي يتم إنجازها حالياً لتخفيف حدة الشكاوى من غياب وجود عنصر حضرمي في قوات المنطقة العسكرية الأولى، أو المناطق التي تسيطر عليها المنطقة العسكرية الأولى'.
توازن نفوذ
ولا يفصل الصحفي بن لزرق، هذه الخطوة عن سياق تجاذب النفوذ في وادي حضرموت بين القوى الموالية للسعودية وتلك الموالية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ولا يستبعد بن لزرق أن تكون هناك ترتيبات تقتضي نشر هذه القوات الموالية للحكومة، وللتحالف وتحديداً السعودية، مضيفاً: 'إذا نظرنا إليها سياسياً فهي تعزيز للسلطات العسكرية الموالية للسعودية في مناطق الوادي، في حين أن هناك أيضا قوات عسكرية تدين بالولاء للإمارات العربية المتحدة، هذا جزء من حصة التقاسم التي أنتجها الحرب في اليمن'.
واختتم بن لزرق تصريحه حول تسليم المنفذ الوحيد المفتوح بين السعودية واليمن لقوات 'درع الوطن'، بالقول: 'أرى أنها خطوة ربما جزء من معالجات لوجود عناصر حضرمية، في مناطق سيطرة المنطقة العسكرية الأولى'.