اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
د. صقر بن زيد السهلي
الوطن هو الحضن الدافئ لأبنائه، فهو بمثابة الأب والأم، به يلتئم الشمل، وبه يكون الملاذ الآمن بعد الله. والحضن الدافئ شكل من أشكال التواصل الإيجابي الذي يعزز مشاعر الأمن، والحب، والترابط الاجتماعي. ولا يعرف قيمة الوطن إلا من فقده، أو افتقد نعمة الأمن فيه. فلله الحمد والشكر على نعمة الوطن، ونعمة الأمن والإيمان.
وها هو وطننا الغالي يحتفل بيومه الوطني الـ95، تحت شعار «عزّنا بطبعنا»؛ وهو شعار صادق يعبر عمّا نتميز به من أصالة وقيم راسخة، فالطبع هو ما يجبل عليه الإنسان من سجية وخلق فطري موروث، وهذا الطبع السعودي الأصيل ظل يتوارثه الأجيال جيلًا بعد جيل، وبه نفاخر ونتميز.
يُعد اليوم الوطني مناسبة نستذكر فيها يومًا مشرقًا في تاريخ وطننا خاصة، وتاريخ الجزيرة العربية عامة، حين أعلن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –رحمه الله– في عام 1932 توحيد المملكة العربية السعودية بعد الفرقة والشتات، لتصبح وطنًا موحدًا قويًّا. وفي مثل هذه المناسبة العظيمة نتذكر المؤسس ورجاله الأوفياء، وندعو لهم بالرحمة والمغفرة، فقد بذلوا الغالي والنفيس في سبيل التوحيد، وما ننعم به اليوم من أمن ورخاء ورغد عيش هو ثمرة تضحياتهم.
منذ توحيدها، أصبحت المملكة دولة ذات أبعاد جغرافية وحضارية واقتصادية وسياسية، تتطور باستمرار من عهد المؤسس مرورًا بأبنائه الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله –رحمهم الله– حتى هذا العهد الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله– وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
وفي هذا العهد، انطلقت المملكة برؤية مستقبلية طموحة، هي «رؤية السعودية 2030»، التي أسسها سمو ولي العهد، لتقود البلاد نحو مستقبل أكثر إشراقًا. وقد جعلت هذه الرؤية المملكة محط أنظار العالم، بعد أن حققت قفزات تنموية نوعية حافظت على الثوابت والأصالة، وفتحت آفاقًا رحبة للتطور والنهضة.
لقد رسم سمو ولي العهد خارطة طريق للمملكة، تقوم على ثلاثة محاور متكاملة: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح. وتشمل هذه الرؤية مشاريع كبرى مثل «نيوم»، والقدية، وتطوير الدرعية، وتوسعة الحرمين الشريفين، وغيرها من المبادرات التي تسهم في تنمية شاملة ومستدامة، وتقلل الاعتماد على النفط، وتفتح آفاقًا جديدة في السياحة والترفيه والتعليم.
اليوم الوطني هو مناسبة لتعزيز الولاء لهذا الكيان، واستحضار قيم التضحية والبذل التي أسست هذا الوطن، والتأكيد على مسؤولية كل فرد في المحافظة على مكتسباته. فالوطن بلا قيادة رشيدة يفقد قيمته، والإنسان بلا وطن يعيش ضياعًا. ونحن في المملكة محسودون على ما ننعم به من أمن وأمان ورخاء، وهو فضل من الله وحده.
فلنعضّ على وطننا بالنواجذ، ونفخر بقيادتنا الرشيدة، ونحمد الله على نعمته. فالمملكة ستبقى دار عز وكرامة، وملاذًا آمنًا لأبنائها، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، سائلين المولى عز وجل أن يحفظهما، وأن يديم على وطننا وحدته وأمنه ورخاءه.