الصحافة السعودية تدافع عن موقعها في المؤشرات الدولية

أقر مجلس الهيئة المختصة في البلاد خطة تنفيذية من أهم بنودها استحداث 'ناد للصحافة وحماية قانونية للعاملين' مع إصدار تقرير دوري عن حرية ممارسة المهنة للمرة الأولى

عقد مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين اجتماعه الثاني أمس  الأربعاء برئاسة رئيس المجلس عضوان الأحمري، على هامش فعاليات المنتدى السعودي للإعلام الذي استضافته الرياض خلال الفترة من 20 إلى 21 فبراير (شباط) الجاري.

وفي بداية الجلسة أثنى الأحمري على سرعة تجاوب أعضاء المجلس بتقديم كثير من الرؤى والمقترحات والتصورات حول المرحلة المقبلة، وفق إستراتيجية تتماهى مع مستجدات الإعلام وحاجات المهنة، وخدمة الأهداف المناطة بالهيئة داخلياً وخارجياً.

وناقش الاجتماع البنود المعروضة على جدول الأعمال، واتخذ المجلس عدداً من الإجراءات ومنها انطلاق برامج الهيئة وأنشطتها من خلال لجان عاملة، على أن تبدأ بالتخصصات الملحة وفق حاجات إستراتيجية العمل للتأكد من سرعة التنفيذ.

وحدد المجلس مهمات اللجان الرئيسة، إذ خول للجنة التنفيذية بوضع المستهدفات المرحلية والبت في المواضيع العاجلة وتكليف لجنة المراجعة والأداء بمتابعة أداء الأعمال في الهيئة وأداء اللجان والتأكد من تحقيق المستهدفات، كما طالب لجنة الحريات بوضع الأطر وتنفيذ الخطط التي تكفل حريات الإعلاميين، ورصد الحراك الإعلامي وإصدار تقرير دوري عن الحريات الصحافية في السعودية، والمشاركة مع المنظمات الإعلامية الدولية في القضايا المتعلقة بحرية الإعلام.

تعظيم الموارد

وأناط المجلس بلجنة تعظيم وتنمية موارد الهيئة المالية البحث عن سبل استثمارية لإيجاد موارد للدخل المالي للهيئة تمنحها انطلاقة أوسع في أعمالها، ووجه الاجتماع لجنة العلاقات والأعضاء إلى العناية بالصحافيين والحرص على جلب منافع ومزايا لهم، وكذلك فتح أطر وشراكات جديدة تعود بالنفع على الهيئة ومنتسبيها.

وكلف مجلس هيئة الصحافيين السعوديين لجنة التدريب بوضع خطة تنفيذية لبرامج تدريبية نوعية قريبة وأخرى بعيدة المدى، وبناء شراكات مع الجامعات ومراكز التدريب في الداخل والخارج⁠، كما حدد مهمات لجنة الفعاليات بوضع الخطط التنفيذية لجميع أنشطة وفعاليات الهيئة، وفق معايير ثابتة للأنشطة الداخلية والخارجية، بينما اختصت لجنة منصات التواصل الاجتماعي بوضع سياسة تحريرية واضحة لجميع ما ينشر إعلامياً، والإشراف على الموقع الإلكتروني للهيئة وتطويره.

ناد للصحافة وحماية قانونية للعاملين

كما استعرض المجلس المقترحات المقدمة من أعضائه، واُتفق على جدولتها من أجل تحقيق الأفكار المقدمة عبر اللجان التي أقرها، مع اعتماد خطة إستراتيجية تمثل '100 يوم' تبدأ من اليوم الخميس، 22 فبراير (شباط) الجاري، كما ناقش الأفكار والمقترحات المقدمة لتفعيل فكرة إنشاء 'ناد للصحافة' ينطلق من العاصمة الرياض تحت مظلة الهيئة، واُتفق على إحالة الموضوع للجنة من الأعضاء لاستكمال التصور ثم الحصول على الترخيص اللازم لقيام النادي في وقت قريب.

وتناول الاجتماع واقع عمل فروع الهيئة، إذ أثنى المجلس على الأدوار التي تقوم بها مؤكداً ضرورة دعمها وتمكينها وفق ضوابط تنسجم مع الأداء الكلي لعمل المركز الرئيس.

وكذلك تطرق الاجتماع إلى عدد من المواضيع الأخرى وأبرزها الحماية القانونية للعاملين في الحقل الإعلامي من منتسبي الهيئة، وفق اللائحة الأساس لها، وضرورة توسيع دائرة العضوية واستيعاب طلاب الإعلام والمتدربين لتشملهم عضوية خاصة تمكنهم من الاحتكاك بذوي الخبرة من المهنيين في مجال الصحافة والإعلام.

كما ناقش المجلس تفعيل صندوق دعم الصحافي المنتسب للهيئة وجلب الموارد التمويلية له ووضع حوكمة لها، ونوقشت آلية التواصل مع النقابات والمنظمات الإعلامية إضافة إلى تفعيل الشراكات معها، والعمل على تصحيح ومناقشة المؤشرات الدولية المرتبطة بتصنيف السعودية في مجال الحريات الإعلامية مع المنظمات الدولية.

تحدي الـ100 يوم

وأهاب المجلس بالأعضاء المشتركين في الهيئة التواصل وتقديم الملاحظات والرؤى المأمول العمل عليها وتحقيقها خدمة للمنتسبين إليها، لافتاً إلى أن اجتماعه المقبل سيراجع الخطة الإستراتيجية المعتمدة لـ '100 يوم' الأولى، والتأكد من تنفيذها ومواصلة مناقشة ما بقي من الخطة السنوية.

وتشكل الصحافة السعودية رقماً لافتاً في خريطة الصحافة العربية حتى اليوم، بالنظر إلى قناعة صانع القرار في البلاد بتأثيرها ومنحها هامشاً كبيراً من الاستقلال جعل المؤسسات الصحافية في البلاد مملوكة لصحافيين ورجال أعمال مستقلين، على رغم إشراف وزارة الإعلام في كل المراحل على وضع القوانين والتشريعات العامة، وقد أُقر نظام المؤسسات الصحافية عام 1963 بعد أن كانت صحافة أفراد، بينما أنشئت هيئة الصحافيين عام 2004.

وكانت هيئة الصحافيين السعوديين أجرت انتخابات في الـ 28 من يناير (كانون الثاني) الماضي لاختيار مجلس جديد، فازت فيها قائمة 'المستقبل' التي تزعمها رئيس تحرير 'اندبندنت عربية' عضوان الأحمري، وحصد أعضاؤها جميع المقاعد، إذ شهدت الترشيحات إقبالاً لافتاً من جيل الصحافيين الشباب بعد أعوام من هيمنة الرعيل الأول وأقطاب المهنة الكبار، فيما تميزت عملية الاقتراع بجو تنافسي هادئ.