اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
في بداية العام، كانت المؤشرات تُظهر أن 'جوجل' تمرّ بمرحلة حرجة، كما كتب توماس سميث في تقريره المنشور بمجلة 'فاست كومباني'.
ومع صعود أدوات الذكاء الاصطناعي، بدأت حصة 'جوجل' في سوق البحث تتراجع، إذ اتجه المستخدمون إلى أدوات مثل 'تشات جي بي تي' و'بيربليكسيتي' Perplexity للحصول على إجابات أسرع وأكثر تخصيصًا.
وفي يناير الماضي، كشفت التقارير أن حصة 'جوجل' انخفضت إلى أقل من 90% لأول مرة منذ نحو عقد، في مؤشر على تراجع هيمنتها التاريخية على البحث الإلكتروني.
لكن بيانات حديثة من شركة 'برايت إيدج' BrightEdge، المتخصصة في تحليلات البحث، أظهرت أن هذا التراجع توقف، بل بدأت 'جوجل' تستعيد بعضًا من حصتها السوقية.
وأكدت الشركة، التي تتعامل مع عدد كبير من شركات Fortune 500 لتحسين ظهورها في نتائج البحث، أن 'جوجل' استعادت جزءًا من مكانتها بفضل التغييرات الأخيرة في استراتيجيتها.
وخلال معظم العام، فقدت 'جوجل' نحو 1.5% من حصتها السوقية، وهو ما يعادل مليارات عمليات البحث سنويًا من أصل نحو 5 تريليونات عملية تُجرى عبرها.
وابتداءً من هذا الشهر، ارتفعت حصة 'جوجل' من 90.54% إلى 90.71%، وفقًا لبيانات 'برايت إيدج'.
وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة، جيم يو، أن الزيادة البسيطة البالغة 0.17% تمثل قيمة مالية ضخمة، مشيرًا إلى أن كل نقطة مئوية في سوق البحث تعادل ما بين 1.5 و2 مليار دولار من عائدات الإعلانات، ما يعني أن مكاسب 'جوجل' الأخيرة قد تساوي نحو 340 مليون دولار.
وأشار يو إلى أن هذه المكاسب جاءت على حساب أدوات بحث الذكاء الاصطناعي مثل 'تشات جي بي تي' و'بيربليكسيتي' و'غروك'، التي فقدت جزءًا من حصتها لأول مرة منذ أن بدأت الشركة تتبع أداءها.
وقال إن تزامن ارتفاع حصة 'جوجل' مع تراجع منافسيها من أنظمة الذكاء الاصطناعي يشير إلى أن بعض المستخدمين بدأوا يعودون إلى 'جوجل' بدلًا من البحث عبر تلك الأنظمة.
ويرجّح الخبراء أن هذا التحسن يعود إلى إطلاق 'جوجل' وضع البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي جذب المستخدمين مجددًا.
وقالت الشركة في بيانها إن البيانات تشير إلى أن إطلاق وضع الذكاء الاصطناعي في 'جوجل' ساهم في الانتعاش، حيث زادت الاستعلامات طويلة المدى بفضل الاستخدام الواسع لهذه الميزة.
وأكد يو أن هذه الفرضية مدعومة بقوة بالبيانات، موضحًا أن البحث عبر الذكاء الاصطناعي لا يزال يمثل أقل من 0.3% من إجمالي عمليات البحث، وأن 'جوجل' ما زالت القناة الأساسية لجذب العملاء والمشاهدين والتحويلات التجارية.
ويتوقع الخبراء أن يختفي الفارق تدريجيًا بين البحث التقليدي والمدعوم بالذكاء الاصطناعي مع تطوير 'جوجل' المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي، لتتحول المنافسة إلى مواجهة بين 'جوجل' ومنافسيها الكبار بدلًا من التنافس بين أنماط البحث المختلفة.
وشدد يو على أن تحقيق نتائج جيدة في عصر الذكاء الاصطناعي يتطلب أساسًا قويًا في تحسين محركات البحث (SEO)، مشيرًا إلى أن 'جوجل' أكدت أن الأداء الجيد في نتائج الذكاء الاصطناعي يعتمد على تحسين محركات البحث التقليدية.
وأضاف أن جميع محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي — مثل 'تشات جي بي تي' الذي يعتمد على 'بينغ'، و'كلاود' الذي يستخدم 'براف'، و'جوجل' الذي يعتمد على فهرسه الخاص — تستند في النهاية إلى محركات بحث تقليدية، مؤكدًا أن على الشركات دمج جهود تحسين محركات البحث التقليدية مع البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي في إستراتيجية واحدة.
وتُظهر بيانات 'برايت إيدج' أن موجة الذكاء الاصطناعي لم تُغرق 'جوجل' كما كان يُعتقد في البداية، وأن عملاق البحث يبدو مستعدًا لاستعادة توازنه بفضل استثماره الذكي في أدوات الذكاء الاصطناعي وقدرته على تطوير البحث دون التخلي عن جوهره الأصلي.










































