اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة صدى الالكترونية
نشر بتاريخ: ٦ تموز ٢٠٢٥
تمكن فريق طبي متخصص بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة من إجراء أول عملية من نوعها على مستوى مكة المكرمة لزراعة صمام رئوي بالقسطرة داخل صمام جراحي لمريضة تبلغ من العمر 36 عامًا كانت تعاني من مرض خلقي معقد في القلب، في إنجاز طبي نوعي يُضاف إلى سلسلة النجاحات المتقدمة للمدينة الطبية.
وأوضح تجمع مكة المكرمة الصحي أن التاريخ المرضي للمريضة يعود إلى أكثر من 12 عامًا، حين اكتُشف إصابتها بثقب بين البطينين مصحوبًا بضيق شديد في الصمام الرئوي، وخضعت حينها لعملية قلب مفتوح معقدة بالمدينة الطبية تضمنت إغلاق الثقب وزراعة صمام صناعي، لتستقر حالتها بعد العملية مع المتابعة الدورية في العيادات الخارجية.
وأفاد بأن المريضة مؤخرًا بدأت تعاني من ضيق شديد في التنفس مع أقل مجهود، وتورم في الأطراف، ووهن شديد في الجسم، ما استدعى إجراء تقييم دقيق وشامل لحالتها شمل أشعة تلفزيونية للقلب (إيكو) وتصويرًا مقطعيًا متقدمًا بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتحليلًا دقيقًا من قبل استشاري أمراض القلب الخلقية، وأشعة الرنين المغناطيسي للقلب الدكتور أحمد سمان، التي أظهرت نتائجه وجود تدهور شديد في وظيفة الصمام الصناعي السابق وتضيق حاد، مما شكل تهديدًا لصحة المريضة وحياتها وفرض الحاجة إلى تدخل عاجل.
وأشار التجمع إلى أن الحالة عُرضت على الفريق الطبي المتعدد التخصصات، وقرر أن الحل الأمثل لحالتها يتمثل في زراعة صمام رئوي جديد عن طريق القسطرة باستخدام تقنية حديثة تُعرف بـ'زراعة الصمام بالقسطرة داخل الصمام الجراحي' (Percutaneous Pulmonary Valve in Valve)، خيارًا متقدمًا وآمنًا يجنبها مخاطر إعادة إجراء جراحة قلب مفتوح معقدة للمرة الثانية.
وبفضل من الله وتوفيقه أُجريت العملية بنجاح, وغادرت المريضة المستشفى وهي بصحة جيدة ومستقرة ولله الحمد.
وتعكس هذه العملية التطور النوعي في الإجراءات التخصصية المعقدة بمدينة الملك عبدالله الطبية، وانتقلت المريضة من خضوعها قبل 12 عامًا لجراحة قلب مفتوح معقدة استغرقت وقتًا طويلًا في التعافي، إلى إجراء تدخلي دقيق وأقل خطورة عبر القسطرة، باستخدام أحدث التقنيات العلاجية العالمية، وذلك في إطار إستراتيجية المدينة في مواكبة أحدث التقنيات والإجراءات في علاج أمراض القلب الخلقية المعقدة والنادرة، ضمن مستهدفات التحول الصحي في المملكة ورؤية المملكة 2030.
ويأتي هذا الإنجاز بالتزامن مع إطلاق مدينة الملك عبدالله الطبية لخدمة أمراض القلب الخلقية لدى الكبار, وهي خدمة تخصصية نوعية تستهدف علاج المرضى البالغين المصابين بعيوب خلقية في القلب، وتُعد أمراض القلب الخلقية من الحالات المعقدة التي تنشأ منذ الولادة وتستمر مع المريض في مختلف مراحل حياته، وتشمل العلاجات المتاحة والمراقبة المستمرة الأدوية، والتدخل بالقسطرة القلبية، أو الجراحة بحسب شدة الحالة.
وتهدف هذه الخدمة المتكاملة إلى تقديم رعاية طبية تخصصية تواكب أفضل الممارسات العالمية، وتسهم في تحسين جودة الحياة، وتقليل المضاعفات، من خلال فرق طبية متعددة التخصصات توفر رعاية شاملة ومتكاملة لهذه الفئة من المرضى.