اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بوسان- 'الرياض'
تواجه كوريا الجنوبية ظاهرة اجتماعية متسارعة تتجلى في تنامي ما يُعرف بـ”تجارة الموت”، نتيجة التغيرات الديموغرافية الحادة، وتزايد عدد المسنين والأشخاص الذين يعيشون ويموتون بمفردهم، في رابع أكبر اقتصاد في آسيا.
وفي معهد بوسان للعلوم والتكنولوجيا، يتدرب طلاب إدارة الجنائز على طقوس تجهيز الموتى، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى خدمات الدفن، مع بلوغ نحو نصف سكان البلاد سن الخمسين أو أكثر، وتراجع معدلات الولادة إلى أدنى مستوياتها عالميًا.
يقول الطالب جانغ جين-يونغ، 27 عامًا، إن “تقدّم المجتمع في السن يعني زيادة فرص العمل في هذا القطاع”، بينما قرر زميله إيم ساي-جين، 23 عامًا، دخول المجال بعد وفاة جدته، معبرًا عن امتنانه للطريقة التي جُهّزت بها للوداع الأخير.
وفي مشهد آخر يعكس تفشي العزلة، يشير تقرير لوكالة “فرانس برس” إلى انتشار مهنة جديدة تتعلق بتنظيف منازل المتوفين الذين عاشوا بمفردهم، فيما تُعرف بـ”الوفيات الوحيدة”، والتي تشمل حالات وفاة طبيعية أو انتحار، حيث تشكّل الأسر المكونة من فرد واحد نحو 42% من المجتمع.
ويقول تشو أون سوك، أحد العاملين في تنظيف منازل المتوفين، إنه عاين مشاهد مؤثرة، مثل منازل مليئة بزجاجات مشروب السوجو غير المفتوحة أو هدايا مغطاة بالغبار، معتبراً أن المنزل “يشبه صورة شخصية لصاحبه الراحل”.
ويضيف تشو أنه بدأ يتلقى طلبات لتنظيف سيارات مستأجرة انتحر فيها أصحابها، ويعمل حاليًا على تطوير جهاز لرصد الوفيات غير المكتشفة، بسبب ما قد تسببه من أضرار صحية وبيئية.
وفي إحدى الحالات، تولّى تنظيف غرفة لطالبة ثانوية انتحرت بعد معاناة من العنف المنزلي والاكتئاب. ووجد هامسترًا لا يزال حيًا داخل صندوق صغير، كانت الفتاة تحرص على عدم التخلص منه.
وفي السياق ذاته، يؤكد كيم دو نيون، أحد المخضرمين في قطاع الجنائز، أن عدد المتدربين الشباب في تزايد، مضيفًا: “عندما يموت شخص وحيد، لا يبقى شيء سوى أن نزيل كل ما خلّفه وراءه”.
وتبرز هذه الظاهرة كأحد التحديات الاجتماعية الكبرى في كوريا الجنوبية، حيث يُلقي التغير السكاني المتسارع بظلاله على مفاهيم الأسرة، والتكافل، والنهاية الكريمة للحياة.










































