الريادة في الذكاء الاصطناعي

خالد الربيش

عندما أطلقت المملكة رؤية 2030 في صيف العام 2016، حرصت على أن تواكب مسيرتها التنموية كل جديد وحديث في العالم، معتمدةً على تأسيس جيل من التقنيين والمبتكرين والمخترعين الوطنيين الذين يقودون البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة علمياً، ومنذ هذا التاريخ، وإلى اليوم، والرؤية تحقق كل ما سعت إليه بشكل متدرج وملموس، دفع دول العالم والمنظمات الدولية المتخصصة للتأكيد على أن تقدم السعودية، تحت مظلة الرؤية، يأتي سريعاً وشاملاً ومُذهلاً.

وبالأمس، خطت المملكة خطوة مهمة نحو تفعيل العلم الحديث وتطويعه لخدمة الوطن والمواطن، بإعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة -حفظه الله-، إطلاق شركة «هيوماين»، لتكون إحدى الشركات المملوكة للصندوق، وهو ما يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وضخ الاستثمار في منظومة القطاع، الذي يمكن الرهان عليه مستقبلاً لدعم الاقتصاد السعودي، وتنويع مصادر الدخل واستدامتها.

إطلاق شركة هيوماين في هذا التوقيت، يعكس حزمة أهداف نوعية، تسعى المملكة إلى تحقيقها خلال الفترة المقبلة من عمر الرؤية، يأتي في مقدمتها أن تصبح البلاد مركزًا عالميًا للابتكار والبنية التحتية، والاستثمار، وتطوير الكفاءات من حول العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يضمن للشركة الجديدة أن تكون كيانًا وطنيًا متكاملاً ومنافسًا عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ويعزز من هذا المشهد، موقع المملكة الإستراتيجي وتوسطها بين ثلاث قارات، مما يسهّل الربط بين شبكات التواصل، ويتيح سرعة معالجة كميات ضخمة من بيانات الذكاء الاصطناعي، في حين تسهم معدلات النمو للاقتصاد السعودي، وارتفاع نسبة فئة الشباب المهتمين بالتقنيات الحديثة في المملكة، في دعم عمليات بناء القدرات والبحث والابتكار والريادة في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويزيد من حجم التفاؤل بنتائج الشركة الجديدة، قدرتها على دعم وتنسيق مختلف المبادرات المتعلقة بمراكز البيانات والأجهزة، وتسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، مع توفير منظومة متكاملة للحلول المرتبطة بالاقتصاد الرقمي في مختلف القطاعات الإستراتيجية، مثل: الطاقة والرعاية الصحية والصناعة والخدمات المالية، ليس هذا فحسب، وإنما ستعمل الشركة على تعزيز بنود الملكية الفكرية للابتكارات، وجذب الفرص الاستثمارية، وأفضل الكفاءات في القطاع من المملكة والعالم.