اخبار السعودية
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
كامل جميل - الخليج أونلاين
وسام مكي سالم، الباحث المتخصص في الذكاء الاصطناعي وأمن الشبكات:
يعدّدمج الـ'AI'في المناهجاستثماراً استراتيجياً في رأس المال البشري.
يُهيئ الـ'AI'الطلاب ليكونوا فاعلين وليس مجرد مستهلكين في اقتصاد المعرفة.
الـ'AI' يؤهل الطلاب للتنافس والإبداع في سوق عمل يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا.
لا يمكن وصف الخطوات السعودية لاستغلال الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات وصولاً إلى فرضه مادة دراسية أساسية في المدارس، إلا بأنه سباق محموم لجعل المملكة تتبوأ مكانة متقدمة في مجال العلوم والصناعات المختلفة، من خلال الاستثمار في تنمية الأجيال.
بدءاً من العام الدراسي 2025 – 2026، ستدرج السلطات التعليمية السعودية الذكاء الاصطناعي ليكون مادة دراسية إلزامية في جميع مراحل التعليم العام.
وهذه الخطوة تندرج ضمن مساعي المملكة لترسيخ مكانتها بصفتها قوة رقمية صاعدة، وتعزيز كفاءة رأس المال البشري لمواكبة التطورات المتسارعة في الثورة الصناعية الرابعة.
المركز الوطني للمناهج، أفاد في بيان بأن منهج الذكاء الاصطناعي سيُقدم بوحدات دراسية متخصصة تراعي خصائص المراحل العمرية المختلفة، بأساليب تفاعلية وتطبيقية، وبما يُسهم في بناء المهارات تدريجياً.
وتشمل الخطط التعليمية الجديدة آليات ربط معرفي بين المراحل الدراسية، لضمان تسلسل المفاهيم وتراكم المهارات، بما يواكب حاجات المستقبل الرقمي، ويُعزز من جاهزية الطلاب للتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي في حياتهم الدراسية والعملية.
وتنتمي الخطوات السعودية في قطاع الذكاء الاصطناعي إلى رؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز الواردات وتعظيم الناتج المحلي واستغلال الطاقة البشرية المحلية، من خلال تدريبها وتطويرها لتساهم بقوة في نهضة وطنية شاملة.
السنوات القليلة الماضية أكدت أن الرؤية حققت نجاحاً كبيراً كان من بين أسبابه تأهيل الكوادر المحلية في مختلف القطاعات، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال:
تسجبل الأنشطة الصناعية غير النفطية في السعودية نمواً قوياً بنسبة 5.3% في عام 2024.
قطاع الصناعات التحويلية لعب دوراً محورياً في دفع عجلة النمو في عام 2024، مسجلاً زيادة سنوية بنسبة 4.7%.
توسع إنتاج الأغذية بنسبة 6.2%.
ارتفع تصنيع الكيميائيات والمنتجات الكيميائية، وفحم الكوك والمنتجات البترولية المكررة بنسبة 2.8%.
تقرير سابق صادر عنلينكدإن، أكبر شبكة مهنية في العالم، أكد ما يلي:
يجزم 79% من المهنيين السعوديين أن الذكاء الاصطناعي سوف يغير مسار وظائفهم خلال عام القادم.
يعتقد 86% من السعوديين أن الذكاء الاصطناعي سوف يكون بمثابة 'زميل خفي' يساعدهم في أداء وظائفهم.
بنسبة 70% من المهنيين السعوديين لديهم رغبة في تعلم طرق جديدة تمكنهم من توظيف الذكاء الاصطناعي في أعمالهم.
أعرب 79% منهم عن ثقتهم بأنهم سيستفيدون من تقنيات الذكاء الاصطناعي في وظائفهم.
قال 7% فقط من إنهم لم يتخذوا أي خطوات عملية في توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي.
كشف 58% أنهم قد بدأوا باستخدام تطبيقات أدوات الذكاء الاصطناعي في وظائفهم.
أجمع 97% من القوة العاملة السعودية أن الذكاء الاصطناعي سوف يساهم في الارتقاء بمستقبلهم الوظيفي.
أكد 72% من الموظفين السعوديين أن استخدام الذكاء الاصطناعي سوف يمكّنهم من التركيز على مجالات العمل التي يفضلونها.
رفع الذكاء الاصطناعي مستويات الإنتاجية 44%، وتحفيز الإبداع 42%.
يخطط 80% من المهنيين في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي من أجل إيجاد حلول تمكنهم من التغلب على تحديات العمل.
بناء على ما سبق ذكره يمكن القول إن إدراج الذكاء الاصطناعي في التعليم، يمثل أحد المكونات الرئيسية لبرنامج تنمية القدرات البشرية، الذي يندرج ضمن برامج رؤية السعودية 2030، ويهدف إلى بناء نظام تعليمي شامل ومرن، يُمكن الأفراد من امتلاك المهارات اللازمة للمنافسة العالمية.
يأتي هذا في وقت تشهد السعودية توسعاً لافتاً في مشاريع الذكاء الاصطناعي، عبر مبادرات تقودها 'سدايا' بالشراكة مع وزارة التعليم، وتستهدف رفع مستوى الوعي التقني لدى الطلاب، وتحقيق التكامل بين القطاعين التعليمي والتقني ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وتشير العديد من التقارير المتخصصة إلى أنه بات ضرورياً إعداد الأطفال لمواجهة تحديات المستقبل واكتساب المهارات التي ستشكل عالم الغد، لمسايرة التطور الكبير والمتسارع للتكنلوجيا.
وتؤكد التقارير أن تعليم البرمجة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات للأطفال يعدّ استثماراً في بناء عقول قادرة على الابتكار والإبداع في المستقبل.
ويلفت مختصون إلى أن اكتساب الصغار لمعلومات في الذكاء الاصطناعي تُنمّي لديهم مهارات التفكير النقدي والإبداع، وتُجهزهم لسوق عمل مستقبلي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا.
بالإضافة إلى ذلك يسهم امتلاك الخبرة في الذكاء الاصطناعي، في تطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي وتعلم كيفية التعلم المستمر.
وسام مكي سالم، الباحث المتخصص في الذكاء الاصطناعي وأمن الشبكات يقول لـ'إلخليج أونلاين' إن تعليم الذكاء الاصطناعي في السنوات الدراسية الأولى يساهم في تنمية القدرات الفكرية للطلاب بشكل ملحوظ.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي سوف يساهم في تعزيز مهارات التفكير النقدي والتحليلي بوقت مبكر بالنسبة للطلاب؛ من خلال تفاعلهم مع مفاهيم مثل الخوارزميات، البيانات، وعمليات اتخاذ القرار الآلي.
ووفق ما يقول سالم، يعزز تعلم الذكاء الاصطناعي أيضاً، الابتكار والإبداع لدى الطلبة من خلال تدريبهم على تطوير حلول تقنية لمشكلات حقيقية، مما يشجع على التعلم القائم على الاكتشاف والتجربة.
هذا النوع من التعليم لا يقتصر على الجانب الفني فحسب، بل يعزز فهمًا مبكراً لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي - بحسب سالم- الذي يؤكد أن هذا العلم يُطوّر الوعي بالقضايا المتعلقة بالوعي الرقمي والمسؤولية الاجتماعية.
ويواصل قائلاً: 'يساهم الذكاء الاصطناعي أيضاً في إنشاء قاعدة متينة لمهارات المستقبل مثل التعلم الذاتي، والتكيف، والتعاون ضمن بيئات تقنية'.
وخلاصة ما يمكن قوله حول أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج بأنه يعدّ 'استثماراً استراتيجياً في رأس المال البشري، إذ يُهيئ الطلاب ليكونوا فاعلين وليس مجرد مستهلكين في اقتصاد المعرفة، ومؤهلين للتنافس والإبداع في سوق عمل يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا'، على حدّ قول سالم.