اخبار السعودية
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
الرياض - الخليج أونلاين
هذا التعامد يحدث مرتين سنوياً؛ في نهاية مايو ومنتصف يوليو.
يحدث التعامد عندما تمر الشمس مباشرة فوق خط عرض مكة (21.4° شمالاً).
تُشرق الشمس، غداً الثلاثاء، عمودياً فوق الكعبة المشرفة، في تعامد فلكي يُعرف بـ'التسامت الشمسي'، يمثل ثاني وآخر تكرار لهذه الظاهرة خلال عام 2025، ويعكس دقة انتظام الكون.
وبحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس)، الاثنين، قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، إن التعامد الثاني يحدث مع عودة الشمس 'ظاهرياً' من مدار السرطان متجهة جنوباً نحو خط الاستواء.
وخلال هذه الحركة تتوسط الشمس خط الزوال فوق مكة المكرمة عند الساعة 12:27 ظهراً بتوقيت مكة (9:27 صباحاً بتوقيت غرينتش)، وفق ما ذكر أبو زهرة، مبيناً أن الشمس تصل في تلك اللحظة إلى ذروتها فوق الكعبة المشرفة حيث تتعامد عليها مباشرة بزاوية ارتفاع تقارب 89.5 درجة.
ولفت رئيس الجمعية الفلكية بجدة إلى أنه نتيجة لذلك يختفي ظل الكعبة تماماً، وتصبح ظلال الأجسام العمودية المحيطة بها شبه معدومة أو صفرية في لحظة تتزامن بدقة مع أذان الظهر في المسجد الحرام، في مشهد بصري فريد يجمع بين الدقة العلمية والجمال الطبيعي.
وبيّن أن التعامد يشير علمياً إلى سقوط أشعة الشمس عمودياً تماماً على نقطة معينة من سطح الأرض؛ بحيث لا تلقي الأجسام القائمة أي ظل في تلك اللحظة.
وأوضح: 'بالنسبة لموقع الكعبة المشرفة فإن هذا التعامد يحدث مرتين سنوياً؛ في نهاية مايو ومنتصف يوليو؛ وذلك عندما تمر الشمس مباشرة فوق خط عرض مكة (21.4° شمالاً) أثناء حركتها الظاهرية بين مداري السرطان والجدي'.
وأشار أبو زهرة إلى أن هذه الظاهرة تعود إلى ميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة، وهو ما يؤدي إلى حركة الشمس الظاهرية شمالاً وجنوباً على مدار العام.
وأفاد بأن الأهمية الفلكية لهذه الظاهرة تكمن في أنها تمكّن من تحديد اتجاه القبلة بدقة عالية جداً من أي مكان في العالم دون الحاجة إلى أدوات تقنية حديثة.
وأوضح أن ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة تُعد من أجمل الظواهر الفلكية التي تبرز دقة الحسابات السماوية، وتجسد جمال الاتساق الكوني، وهي تمثل فرصة علمية ثمينة لرؤية مشهد فريد، وتحديد القبلة بأعلى دقة، والتأمل في انتظام هذا الكون.
يُذكر أن ظاهرة التعامد تُمثل أيضاً فرصة نادرة لدراسة ظاهرة الانكسار الجوي، وفهم تأثير طبقات الغلاف الجوي على موقع الشمس الظاهري في السماء، خاصة عند اقترابها من السمت، وهي النقطة الرأسية التي تقع مباشرة فوق الرأس.