اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٧ حزيران ٢٠٢٥
في تطور علمي مثير قد يفتح آفاقًا جديدة في الحرب على السرطان، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، بقيادة الدكتورة ليلي يانغ، عن قدرة غير متوقعة لبعض أدوية الاكتئاب الشائعة على محاربة الأورام السرطانية.
الدراسة، التي نُشرت نتائجها مؤخراً، أشارت إلى أن أدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)، مثل 'بروزاك' و'سيليكسا'، والتي تُستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق لدى الملايين حول العالم، أظهرت فعالية مذهلة في دعم الجهاز المناعي وتعزيز استجابته ضد الخلايا السرطانية.
وخلال تجارب مخبرية أجريت على نماذج حيوانية مصابة بأنواع متعددة من السرطان من بينها سرطان الجلد والثدي والبروستات والقولون والمثانة لاحظ الباحثون أن هذه الأدوية ساهمت في تقليص حجم الأورام بنسبة تجاوزت 50%.
وزادت النتائج تشويقًا عندما تم الجمع بين هذه الأدوية والعلاج المناعي المعتمد حاليًا، حيث لوحظ اختفاء بعض الأورام بالكامل في بعض النماذج.
وتكمن الآلية الأساسية لهذا التأثير في تعزيز فعالية الخلايا التائية القاتلة، وهي أحد أعمدة الدفاع المناعي في مواجهة الأورام.
ففي حين أن البيئة الورمية عادة ما تُضعف هذه الخلايا وتُثبط نشاطها، تعمل أدوية الاكتئاب على تنشيطها ومنحها دفعة قوية لاستعادة قدرتها على مهاجمة الخلايا السرطانية وتدميرها بفعالية أكبر.
وقد عبّر الباحثون عن ذلك بقولهم إن هذه الأدوية 'تسعد' الخلايا المناعية وتجعلها أكثر قدرة على القتال.
ويكتسب هذا الاكتشاف أهمية إضافية لكون هذه الأدوية معتمدة مسبقًا من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، مما يعني إمكانية الانتقال بسرعة أكبر إلى التجارب السريرية على البشر، دون الحاجة إلى المرور بكامل مسار تطوير أدوية جديدة، الذي عادة ما يستغرق سنوات طويلة ويكلّف قرابة 1.5 مليار دولار، في حين أن إعادة توظيف هذه الأدوية لا يتجاوز 300 مليون دولار.
الدكتورة يانغ وصفت النتائج بأنها 'نقلة نوعية' في فهم التداخل بين الجهاز العصبي والمناعي، مشيرة إلى أن السيروتونين، وهو الناقل العصبي الذي تستهدفه أدوية الاكتئاب، يلعب دورًا مهمًا في تنشيط المناعة، إلى جانب دوره التقليدي في تنظيم المزاج والنوم والشهية.
ويمثل هذا التطور بارقة أمل كبيرة لمرضى السرطان، خصوصًا في ظل محدودية فعالية العلاجات المناعية الحالية، والتي لا تحقق نتائج لدى أكثر من ربع المرضى.
أما اليوم، فإننا أمام احتمال واقعي بتحويل أدوية بسيطة ومتاحة إلى أدوات فعالة في ترسانة الطب الحديث ضد أخطر أمراض العصر.