اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٧ أيلول ٢٠٢٥
كشف علماء عن الآلية الدقيقة التي يعمل بها جزيء ينتجه الجسم بعد ممارسة الرياضة لقمع إشارات الجوع في الدماغ، مما يؤدي إلى فقدان الوزن. والخبر السار هو أنه يمكن تسخير هذا الجزيء كعلاج يوفر الفوائد نفسها دون الحاجة إلى الجهد البدني لإنتاجه طبيعيًا.
وقد تمكن باحثون بقيادة علماء من كلية بايلور للطب (BCM) من كشف كيفية انتقال المستقلب المُحفز بالتمرين، N-lactoyl-phenylalanine (Lac-Phe)، عبر مسار فريد إلى الدماغ وتأثيره على نشاط خلية عصبية واحدة، ثم اثنتين. ويؤدي ذلك إلى سلسلة من الأحداث التي تكبح الشهية في النهاية، وهو أمر كان معروفًا عن جزيء Lac-Phe، ولكن لم تكن آلية عمله واضحة حتى الآن.
وقال الدكتور يانغ هي، المؤلف المشارك في الدراسة والأستاذ المساعد في كلية بايلور للطب: 'تُعتبر ممارسة الرياضة بانتظام وسيلة فعالة لفقدان الوزن والوقاية من الأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل السكري وأمراض القلب'. وأضاف: 'تساعد التمارين على فقدان الوزن عبر زيادة كمية الطاقة التي يستهلكها الجسم، ولكن من المحتمل وجود آليات أخرى'.
وأوضح أن 'فهم كيفية عمل Lac-Phe مهم لتطويره أو تطوير مركبات مشابهة له كعلاجات قد تساعد الناس على فقدان الوزن'، مضيفًا: 'لقد درسنا الدماغ لأنه ينظم الشهية وسلوكيات التغذية'. وقد نُشر البحث في مجلة 'Nature Metabolism'.
يُعد Lac-Phe هو المستقلب الذي يزداد بشكل كبير بعد نوبات التمرين المكثفة، وقد لوحظ وجوده في البشر والفئران وخيول السباق. ووجد الباحثون سابقًا أن إعطاء جرعات إضافية من Lac-Phe للفئران قلل من تناولها للطعام دون أي آثار جانبية سلبية، مما يثبت أن الجزيء لا يزال يعمل كما لو أن الجسم أنتجه بشكل طبيعي.
وفي هذا البحث الأخير، فحص الفريق نوعين من خلايا الدماغ في الفئران: الخلايا العصبية الببتيدية المرتبطة بالأغوتي (AgRP) في النواة المقوسة بمنطقة ما تحت المهاد، والتي تحفز الجوع، والخلايا العصبية في النواة المجاورة للبطين (PVN) التي تساعد على تقليل إشارات الجوع. وتشكل هاتان الخليتان نظامًا حيث تثبط إشارات خلايا AgRP خلايا PVN، مما ينشط الشعور بالجوع. ولكن عند إيقاف خلايا AgRP، تصبح خلايا PVN أكثر نشاطًا، مما يكبح الشهية.
واكتشف الفريق أن جزيء Lac-Phe يمنع بشكل مباشر خلايا AgRP العصبية عبر قناة بوتاسيوم محددة حساسة للأدينوسين ثلاثي الفوسفات (KATP)، مما يعزز نشاط خلايا PVH العصبية.
وأكد 'هي' قائلًا: 'وجدنا أن Lac-Phe يؤثر على بروتين في خلايا AgRP يسمى قناة KATP، والذي يساعد في تنظيم نشاط الخلية. عندما ينشط Lac-Phe هذه القنوات، تصبح الخلايا أقل نشاطًا. وعندما قمنا بحظر قنوات KATP باستخدام الأدوية أو الأدوات الجينية، لم يعد Lac-Phe قادرًا على قمع الشهية، مما يؤكد أن قناة KATP ضرورية لتأثيراته'.
ورغم أن التمارين المكثفة – مثل الركض السريع أو رفع الأثقال – تعزز نشاط Lac-Phe بأكبر قدر، فإن التمارين المعتدلة مثل ركوب الدراجات التحملي تسبب ارتفاعه أيضًا. ومع ذلك، يفتح هذا الاكتشاف إمكانية استخدام Lac-Phe كمكمل غذائي يمكن أن يحفز آلية قمع الشهية هذه دون بذل الجهد اللازم لإنتاجه طبيعيًا.
من جانبه، قال الدكتور يونغ شو، الباحث في جامعة جنوب فلوريدا والمؤلف المشارك، إن 'النتائج تشير أيضًا إلى إمكانية مثيرة لاستهداف هذه الآلية المكتشفة حديثًا لإدارة الوزن'.
وعلى الرغم من أن الاكتشاف تم في الفئران وسيحتاج إلى اختباره على البشر، إلا أنه يمثل مسارًا جديدًا محتملًا لإدارة الوزن لا يبدو أنه مصحوب بالآثار الجانبية المعوية التي تسببها أدوية مثل ناهضات مستقبلات GLP-1.
وقال الدكتور جوناثان لونغ، الباحث في كلية الطب بجامعة ستانفورد والمؤلف المشارك: 'هذا الاكتشاف مهم لأنه يساعد في شرح كيف يمكن لجزيء ينتج بشكل طبيعي أن يؤثر على الشهية من خلال التفاعل مع منطقة رئيسية في الدماغ تنظم الجوع ووزن الجسم'.