اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
كشفت دراسة حديثة صادرة عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أن ثلاثة أرباع حالات سرطان المعدة المتوقعة مستقبلًا يمكن الوقاية منها عبر الكشف المبكر عن عدوى بكتيريا Helicobacter pylori (جرثومة المعدة) وعلاجها.
تُعد هذه البكتيريا المزمنـة العامل الأخطر المعروف للإصابة بسرطان المعدة، لكنها قابلة للعلاج باستخدام مزيج من المضادات الحيوية ومثبطات مضخة البروتون (PPIs) التي تقلل من إفراز حمض المعدة.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة Nature Medicine، فإن استمرار السياسات العلاجية الحالية دون تغيير سيؤدي إلى تسجيل نحو 15.6 مليون إصابة جديدة بسرطان المعدة لدى الأشخاص المولودين بين عامي 2008 و2017، بينهم 76% يمكن تجنّبهم من خلال الوقاية من عدوى H. pylori.
وتوقعت الدراسة أن تتحمل قارة آسيا العبء الأكبر من الإصابات بنحو 10.6 ملايين حالة، تليها الأميركيتان (2 مليون)، ثم أفريقيا (1.7 مليون حالة). وأوضحت النماذج التنبؤية أن برامج الفحص والعلاج الفعالة بنسبة 100% قد تقلل الحالات بنسبة تصل إلى 75%، فيما قد تمنع البرامج التي تتراوح فعاليتها بين 80 و90% حوالي 60 إلى 68% من الإصابات.
ويرى الباحثون أن هذه الاستراتيجية الوقائية تُعد فعالة من حيث التكلفة، حتى في الدول منخفضة الدخل، ويمكن مقارنتها بحملات التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) أو التهاب الكبد الوبائي B، مشددين على ضرورة تبني سياسات وطنية تعتمد على الفحص والعلاج الموجهين للفئات الشابة.
كما دعت الدراسة إلى دعم الجهود الدولية لتطوير لقاح ضد H. pylori، وتكييف البرامج الصحية بحسب الإمكانيات المحلية، مثل الاعتماد على التنظير والتأمين الطبي في الدول الغنية، أو الفحص المجتمعي والعلاج المبكر في الدول الأقل دخلًا.
ورغم أن الدراسة اعتمدت على محاكاة افتراضية تفترض ثبات معدلات الإصابة وانتشار العدوى، إلا أنها أرسلت رسالة واضحة: سرطان المعدة تهديد عالمي متصاعد قابل للتقليص بإجراءات وقائية بسيطة وفعّالة.