اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
أصدرت 'كيندريل'، الشركة الرائدة في تقديم خدمات التكنولوجيا المؤسسية الحيوية، تقريرها السنوي الثاني حول الجاهزية الرقمية استنادًا إلى آراء 3700 من كبار القادة في 21 دولة. وكشف التقرير عن لحظة مفصلية تجمع بين الزخم والتأمل؛ إذ تشهد الشركات في المملكة العربية السعودية عوائد متزايدة من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، في وقت تواجه فيه ضغوطًا متنامية لتحديث البنية التحتية، وتوسيع نطاق الابتكار، وإعادة تأهيل الكوادر البشرية، وتعزيز إدارة المخاطر في ظل بيئة تنظيمية تتسم بتعقيد متزايد.
وقال بيتر بيل، نائب الرئيس الأول والمدير التنفيذي لدى كيندريل في الشرق الأوسط وأفريقيا:'يؤكد تقرير الجاهزية التقدم الكبير الذي تحققه المملكة العربية السعودية، حيث يحقق القادة عوائد ملموسة من استثمارات الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، ما زالت هناك فرص مهمة لتحديث الأنظمة الحالية، وتطوير المهارات الجديدة، ومواءمة السياسات مع بيئة تنظيمية تتطور بوتيرة متسارعة.' وأضاف: 'تمثل رؤية السعودية 2030 محفزًا جوهريًا للتحول الرقمي، من خلال الدعوة إلى تأسيس بنية تحتية رقمية قوية وآمنة، وتطوير القدرات البشرية وفق أعلى المعايير العالمية. وفي هذه المرحلة، تبرز الأولويات في تسريع الانتقال من التبني المحدود إلى الابتكار واسع النطاق، وتعزيز الحصانة السيبرانية، وتمكين الكفاءات الوطنية، بما يضمن أن يكون الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لنمو اقتصادي مستدام وفرص مستقبلية واعدة.'
وأشار التقرير إلى أن الفجوة بين الثقة والجاهزية لا تزال قائمة رغم التقدم الملحوظ، إذ يواجه القادة تحديات في إثبات العائد على الاستثمار وفي توسيع نطاق الابتكار. فقد أبلغت 63% من المؤسسات السعودية عن ضغوط متزايدة لإثبات جدوى استثماراتها في الذكاء الاصطناعي مقارنة بالعام الماضي، في حين أفاد 57% بأن ابتكاراتهم غالبًا ما تتوقف عند مرحلة إثبات المفهوم، واعتبر 53% أن هناك مشكلات أساسية في البنية التكنولوجية لديهم. ورغم حرص المؤسسات السعودية على الابتكار، يؤكد 94% من القادة أنهم يجدون صعوبة في مواكبة وتيرة التقدم التكنولوجي، بينما يشير 30% إلى أن تعقيد البيئات التقنية يمثل عائقًا أمام توسيع الاستثمارات، ويرى 26% أن التحدي الأكبر يتمثل في مواءمة فرق العمل مع التقنيات الجديدة.
كما يُظهر التقرير أن الذكاء الاصطناعي أصبح محركًا رئيسيًا لتحول القوى العاملة، إذ يتوقع 91% من المشاركين في المملكة أن يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا كاملًا في طبيعة الوظائف خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة. ومع ذلك، تظل فجوات المهارات قائمة؛ حيث يشعر 31% بالقلق بشأن تطوير مهارات الموظفين الذين استُبدلت وظائفهم بالتقنيات الجديدة، ويعبّر 35% عن مخاوف من نقص المهارات المعرفية الأساسية، فيما يشير 35% آخرون إلى فجوات في المهارات التقنية المطلوبة لتسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال.
وفيما يتعلق بالأمن السيبراني، كشف التقرير أن 76% من المؤسسات السعودية تعرضت لانقطاعات سيبرانية خلال العام الماضي، ما جعل تعزيز المرونة السيبرانية أولوية قصوى. ومع ذلك، تطبق 39% فقط تدابير فعالة للأمن السيبراني، بينما تعمل 33% من المؤسسات على تحديث بنيتها التحتية التقنية لتقليل مخاطر الأعمال وتعزيز القدرة على الصمود أمام الهجمات.
أما على صعيد السياسات والامتثال، فتُشكّل اللوائح التنظيمية عاملاً مؤثرًا في قرارات الاستثمار في البنية التحتية، إذ تعتبر 29% من المؤسسات السعودية أن المخاوف التنظيمية والامتثال تمثل عائقًا أمام تسريع الابتكار. وفي ظل التغيرات الجيوسياسية والتنظيمية المتسارعة، تعيد العديد من الشركات السعودية النظر في استراتيجياتها السحابية، إذ أبدى 67% من القادة قلقهم من المخاطر المرتبطة بتخزين البيانات في بيئات سحابية عالمية، وقام 70% بتعديل استراتيجياتهم السحابية استجابة لذلك، سواء عبر إعادة توطين البيانات (50%)، أو إعادة تقييم الموردين (28%)، أو التحول نحو نماذج السحابة الخاصة (31%).
ويخلص التقرير إلى أن الشركات السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق نضج رقمي متقدم، مستفيدة من رؤية وطنية طموحة واستثمارات متنامية في الذكاء الاصطناعي، رغم التحديات المستمرة في البنية التحتية والمهارات والسياسات التنظيمية.