اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
حذّر علماء أعصاب من أن السهر بعد منتصف الليل يؤثر بشكل خطير على وظائف الدماغ، ما يؤدي إلى اضطراب التفكير والمشاعر، وزيادة احتمالية اتخاذ قرارات متهورة أو مؤذية.
وأظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة هارفارد أن الدماغ البشري لا يعمل بكفاءته الطبيعية في الساعات المتأخرة من الليل، حيث تنخفض مستويات الطاقة والنشاط العصبي، ما يقلل من القدرة على ضبط الانفعالات ويزيد من التفكير السلبي والسلوكيات الخطرة.
وطرحت الدراسة، المنشورة في دورية 'Nature Biomedical Engineering'، فرضية أُطلق عليها اسم 'العقل بعد منتصف الليل'، توضح أن الساعة البيولوجية للإنسان، المهيأة لليقظة نهارًا والنوم ليلًا، تجعل الدماغ أكثر عرضة لاتخاذ قرارات غير منطقية عند السهر.
وقالت إليزابيث كليرمان، أستاذة علم الأعصاب بجامعة هارفارد: 'يبقى ملايين الأشخاص مستيقظين بعد منتصف الليل، لكن أدمغتهم لا تعمل بالكفاءة نفسها التي تتمتع بها في النهار، مما يجعلهم أكثر عرضة للمخاطر النفسية والسلوكية'.
وكشفت النتائج أن السهر يرتبط بزيادة معدلات الإدمان والانتحار، إذ ترتفع حوادث الانتحار ثلاثة أضعاف بين منتصف الليل والسادسة صباحًا مقارنة بساعات النهار، كما تزداد مخاطر الجرعات الزائدة من المخدرات خمس مرات خلال الليل.
ويرى الباحثون أن هذه النزعة الليلية كانت مفيدة للإنسان القديم كآلية للبقاء متيقظًا أمام الأخطار، لكنها أصبحت في العصر الحديث سببًا لزيادة القلق والاكتئاب واضطراب اتخاذ القرار.
ودعت الدراسة إلى إجراء أبحاث إضافية لفهم تأثير السهر على العاملين في الورديات الليلية والمراهقين، مؤكدة أن 'العقل بعد منتصف الليل يظل لغزًا يحتاج إلى دراسة أعمق لحماية الصحة النفسية'.










































