اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
اتهمت الولايات المتحدة رسميًا شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة 'ديب سيك' (DeepSeek) بتقديم دعم مباشر للجيش والمخابرات الصينية، إلى جانب محاولات التحايل على قيود التصدير الأمريكية المفروضة على رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
وفي تصريح خاص لوكالة رويترز، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن 'ديب سيك' قامت، وما تزال، تقدم خدمات تقنية تسهم في دعم العمليات العسكرية والاستخباراتية في الصين، مشيرًا إلى أن الشركة اعتمدت على شركات واجهة في جنوب شرق آسيا من أجل الوصول إلى رقائق أمريكية محظور تصديرها إلى بكين.
تزويد الحكومة ببيانات المستخدمين
وأوضح المسؤول – الذي طلب عدم الكشف عن هويته – أن الشركة تنقل بيانات ومعلومات مستخدميها إلى الأجهزة الأمنية الصينية، وهو ما يثير مخاوف جدية تتعلق بالخصوصية، خصوصًا مع امتلاك 'ديب سيك' عشرات الملايين من المستخدمين النشطين يوميًا حول العالم.
وأكد المسؤول أن اسم الشركة ورد أكثر من 150 مرة في وثائق مشتريات تخص الجيش الصيني ومؤسسات دفاعية تابعة له، مضيفًا أن 'ديب سيك' قدّمت بالفعل خدمات تكنولوجية لمراكز أبحاث عسكرية.
رقائق محظورة وشركات واجهة
كما كشف المسؤول أن الشركة حصلت على كميات كبيرة من رقائق H100 المتطورة التي تنتجها شركة 'إنفيديا'، رغم خضوعها منذ عام 2022 لقيود أمريكية تمنع تصديرها إلى الصين بسبب مخاوف من استخدامها في تطوير القدرات العسكرية أو التفوق في سباق الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن 'ديب سيك' حاولت استخدام شركات وهمية في دول جنوب شرق آسيا للوصول إلى مراكز بيانات تحتوي على تلك الرقائق، مؤكدًا أن الشركة تسعى إلى تجاوز الحظر من خلال حلول غير مباشرة.
شركة 'إنفيديا' نفت أن تكون قد باعت لـ'ديب سيك' رقائق H100، مشيرة إلى أن تعاملاتها مع الشركة اقتصرت على منتجات H800 التي لا تشملها القيود.
لا عقوبات جديدة حتى الآن
ورغم جدية الاتهامات، أوضح المسؤول الأمريكي أنه لا توجد خطط حالية لإدراج 'ديب سيك' على القوائم السوداء أو فرض عقوبات جديدة، فيما امتنعت كل من وزارتي الخارجية والتجارة في الصين عن التعليق.
شكوك حول قدرات الشركة
وتثير قدرات 'ديب سيك' الفنية جدلًا في الأوساط الأمريكية، خاصة بعد أن زعمت الشركة أن نماذجها 'DeepSeek-V3″ و'R1' تضاهي أداء أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية مثل 'ChatGPT' من 'OpenAI' و'LLaMA' من 'ميتا'، وبتكلفة لا تتجاوز 5.5 مليون دولار، وهو ما وصفه خبراء بأنه غير واقعي.
تأتي هذه التطورات في خضم تصاعد التوترات التجارية والتكنولوجية بين واشنطن وبكين، وسط مخاوف أمريكية متزايدة من استغلال التكنولوجيا المتقدمة في تعزيز القدرات العسكرية الصينية، وتجاوز القيود الغربية من خلال أساليب غير مباشرة.